حمورو يكتب: الانتخابات الجزئية.. أحزاب الحكومة لم تفز و”العدالة والتنمية” لم يخسر

حسن حمورو


 

 

بمنطق السياسة، لا يمكن أن نقول بأن حزب “التجمع” ومعه حليفه “الاستقلال” فازا في الانتخابات الجزئية التي جرت بفاس الجنوبية وبنسليمان… لأن نسبة المشاركة المتدنية وخاصة في المجال الحضري، بالإضافة إلى كثرة الأصوات الملغاة، تعني أن الحكومة لا دور لها في التعبئة السياسية للمواطنين، وأن الأصوات التي حصل عليها التجمع والاستقلال ليست أصوات سياسية، وإنما تحكمت فيها معطيات أخرى معروفة، مما يعني أن هناك حالة عدم رضا على الحكومة، وأن صورتها مهزوزة.

كما أنه لا يمكن أن نقول بأن حزب العدالة والتنمية خسر هذه الانتخابات، بالنظر لتداعيات الضربة القاسية التي تلقاها في انتخابات 8 شتنبر 2021، على صفه الداخلي، وعلى صورته لدى كتلته النخبة، بل على العكس يمكن القول بدون مبالغة ولا مجازفة، أن النتائج التي حصل عليها الحزب بفاس الجنوبية وبنسليمان، وهما عينتان مختلفتان، تؤكد صوابية مواقفه السياسية طيلة سنتين ونصف، وتؤكد صوابية إعادة انتخاب الأستاذ عبد الاله بنكيران أمينا عاما خلال المؤتمر الاستثنائي (أكتوبر 2021)، وتؤكد كذلك على أن فكرة الحزب ماتزال مقبولة وأن خطابه ما يزال يلقى اذانا صاغية، بدليل أن جعل من انتخابات جزئية عادة ما تكون بدون رهانات سياسية، معركة استدعت تكتل وتحالف أحزاب عدة ضده، ومحط متابعة من طرف الرأي العام وكأنها انتخابات عامة.

لكن في المقابل، تطرح نتائج هذه الانتخابات تحديات كبيرة، على حزب العدالة والتنمية باعتباره عنصرا رئيسيا في النقاش السياسي العمومي، وفي الحياة السياسية الوطنية، ليجتهد في تفكيك الكوابح التي ماتزال تعيق التقدم نحو الانتخابات السياسية النزيهة والشفافة، التي تعكس توجه الشعب وارادته، وأن يجتهد كذلك في الاعتذار الواضح والصريح عن أخطاء التقدير التي ارتكبها في مقاربته لعدة قضايا واحداث خلال فترة ترؤسه للحكومة بعد 2016، لكي يستعيد إمكاناته في قيادة المعارك ضد الفساد والسلطوية، وضد زواج المال بالسلطة..

الكرة الآن في ملعب مناضلي الحزب في مختلف مستويات التنظيم، لالتقاط رسائل هذه الانتخابات الجزئية، والتداعي إلى كلمة سواء خلف قيادتهم السياسية، لأن البلاد في حاجة لحزب مستقل ووطني وإصلاحي، مقتنع بالثوابت حقيقة، لا خوفا او تملقا أو طمعا في امتيازات ومناصب في الاخير هي مجرد سقط متاع.

هنيئا لمناضلي العدالة والتنمية بفاس وبنسليمان، على ما نضاليتهم وما عبروا عنه من جاهزية طيلة الحملة الانتخابية، وهنيئا كذلك لمناضلي الحزب بكل المناطق، على ما ابانوا عنه من استعداد لدعم جهود استئناف الحزب لواجبه الإصلاحي على أرضية عقيدته السياسة الراسخة وهويته النضالية الأولى.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.