[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

خيي يكتب: صمتُ فاس مقلق

شهدت مدينة فاس انتخابات تشريعية جزئية بدائرتها الجنوبية، والتي عَرفت عزوفا خطيرا، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة بمقاطعات فاس معدل 6 في المئة، وهو أمر مخيف في ظل وضع سياسي محلي قاتم.
فبالإضافة إلى الفشل الذي تعرفه الحكومة على مستوى التدبير العمومي، سواء تعلق الأمر بالوضع الاقتصادي والمالي، حيث الأرقام الصادرة عن بعض المؤسسات الرسمية مخيفة (معدل النمو، معدل البطالة، وضعية المقاولات الصغرى والمتوسطة، معدل المديونية، الاستثمارات الأجنبية…)، وكذلك المجال الاجتماعي (الفشل في تنزيل برنامج الحماية الاجتماعية، تراجع العرض الصحي، أزمة التعليم، تدني مستوى المعيشة لدى العديد من الأسر المغربية…).
إضافة إلى التدبير المحلي الذي تعرفه فاس، حيث تراجعت خدمات القرب إن لم نقل إنها شبه متوقفة (شلل الخدمات الإدارية الجماعية، النظافة، الإنارة، صيانة الطرق، الحدائق العمومية…)، فضلا عما تعرفه المرافق الجماعية من فوضى عارمة، حيث يحكمها منطق الزبونية والمحسوبية والعلاقات الحزبية…
وإلى ما سبق، نجد أن جماعة فاس بدون ميزانية للسنة الثانية على التوالي، ناهيك عن فشل عمدة المدينة في تنزيل حلول الملفات الكبرى التي وجدها جاهزة فوق مكتبه، كالنقل الحضري وتصميم التهيئة، وشركة التنمية المحلية لتدبير مواقف السيارات، وشركة التنمية المحلية للنقل الحضري…
كما أن البرامج المتعلقة بالنهوض وتطوير البنيات التحتية لم يعرف استثمارات جديدة، باستثناء الاوراش المفتوحة في عهد المجلس السابق والمستمرة إلى الآن…
هذه الوضعية كان على ساكنة فاس أن تعبر على قلقها ورفضها لها عبر الآليات المؤسساتية ببلادنا، للتعبير عن انخراطها واهتمامها بالتدبير العمومي، وإرسال رسالة إلى من يهمهم الأمر بضرورة مراجعة حساباتهم وترتيب أوراقهم، لكن والحال أن تنزوي الساكنة إلى الوراء وتتابع المشهد في صمت، وتترك الآليات غير مشروعة (المال، البلطجة، استغلال أحزمة الفقر، البطالة…) تتحكم في المشهد، وتساهم في استمرار إعطاء صورة قاتمة على المدينة، هو أمر غير مقبول …
كل هذا يضعنا اليوم جميعا أمام مسؤوليتنا في مواصلة النضال، وتأطير المواطنين والمواطنات بضرورة القيام بواجبهم وفق ما يضمنه الدستور، لأن الواقع الحالي مقلق وقد يساهم في بزوغ أشكال أخرى غير قانونية ومرفوضة من التعبير والاحتجاج، وقناعتنا هي أن نجتهد ونطور الأشكال القانونية والمؤسساتية، لأنها الكفيلة بالاستجابة لحاجيات ورغبات المواطنين والمواطنات، وهي الشكل الوحيد القادر على تفويت الفرصة على المتربصين والعابثين بمدينتنا بل بوطننا.
ولذلك على الجميع أن يتحمل مسؤوليته اليوم بفاس، قصد جعل المواطن في صلب النقاش العمومي وإقناعه بالمشاركة، إضافة إلى التصدي والضرب بقوة على كل من خولت له نفسه الإساءة إلى هذه المدينة العالمية التي ساهمت بموروثتها التاريخية والحضارية والعلمية والروحية في إشعاع المغرب.
لم يعد من المسموح به اليوم أن تأتي فئة قليلة وتستغل قلة الوعي والفقر والهشاشة بالمال الحرام، وتعبث بحاضر ومستقبل المدينة، قصد خدمة مصالحها الضيقة، الأمر الذي يؤدي إلى اسمرار حالة الاحتقان والسخط…

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عاجل

مواعيد الجموع العامة الإقليمية لانتخاب مندوبي المؤتمر الوطني التاسع