فاضلي يكتب: رسائل الانتخابات الجزئية بفاس وبنسليمان

علي فاضلي


الرسالة الأولى:
مجرد مشاركة العدالة والتنمية في تلك الانتخابات هي إنجاز يحسب للحزب، بل إنه أهم انجاز، بحيث تؤكد تلك المشاركة الخيار الاستراتيجي للحزب القائم على المشاركة والإصلاح من داخل المؤسسات القائمة، فبالرغم من صدمة 8 شتنبر 2021، إلا أن الحزب ما يزال متشبثا بذلك الخيار الاستراتيجي، والحزب عندما قرر المشاركة في الانتخابات الجزئية فهو يعلم ابتداء أن حظوظه للفوز هي حظوظ ضعيفة، لكن رسالته الأهم هي استمراره في خياره الاستراتيجي.
ولنتخيل غياب أو انسحاب الحزب من المشهد السياسي في ظل الفراغ السياسي المهول الحالي، وفي ظل انتشار خطاب التيئيس “والردكلة”، فكل انسحاب للحزب يصب في صالح خطابات التيئيس و”الردكلة”.
الرسالة الثانية:
تؤكد نتائج الانتخابات الجزئية أن العدالة والتنمية هو حزب المعارضة الأول، وبأن عدد نوابهم البرلمانيين لا يعكس حقيقة شعبيته المجتمعية، فقد كان المفروض وفقا لنتائج 8 شتنبر، أن يحتل الحزب المراتب الأخيرة لا المرتبتين الثانية والثالثة، مع العلم أن مرشحي أحزاب المعارضة هم من الأعيان، وبالتالي فالتصويت السياسي في المقام الأول كان لصالح العدالة التنمية، كما تؤكد تلك النتائج استمرار الضعف البين لأحزاب اليسار المعارض التي كان من المفروض أن تكون في طليعة المستفيدين من التصويت السياسي.
الرسالة الثالثة:
تؤكد النتائج أن العدالة والتنمية في صدارة المشهد السياسي، وبأنه الحزب الأول سياسيا، فالحزب واجه تحالفا حكوميا بأكمله في تلك الانتخابات، وبالرغم من قيادته العمل الحكومي لولايتين متواصلتين إلا أن الحزب ما يزال في طليعة المشهد السياسي، وبأن تلك الانتخابات تؤكد بأن مرتبة العدالة والتنمية الحقيقية انتخابيا لا تقل عن المراتب الثالثة الأولى.
الرسالة الرابعة:
تؤكد تلك الانتخابات أن الاهتمام الاعلامي والسياسي ما يزال منصبا حول العدالة والتنمية، بحيث يغيب أي اهتمام بانتخابات جزئية لا يشارك فيها العدالة والتنمية، في حين يرتفع الاهتمام حينما يشارك الحزب في الانتخابات الجزئية، ما يؤكد المكانة الحقيقية للحزب لا المصطنعة.
الرسالة الخامسة:
تؤكد تلك الانتخابات أن الحزب في طريقه لتجاوز صدمة 2021، وبأنه تعافى بشكل كبير من تلك الصدمة وتبعاتها، وبأن الحيوية عادت للحزب، وهو ما تؤكده بالإضافة لتلك الانتخابات تصدر الحزب للنقاشات والأنشطة الحزبية والسياسية، ونشاطاته الكثيرة والمتزايدة في هذا الباب، في تجاوز لمختلف الأحزاب من الأغلبية والمعارضة.
الرسالة السادسة:
تؤكد تلك الانتخابات الدور التاريخي للأمين العام عبد الاله ابن كيران بعد 2021، وعلى دوره الكبير في تجاوز صدمة 2021، وعلى صوابية اختيار مناضلي الحزب لإعادة انتخابه أمينا عاما.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.