توفي الداعية السوري البارز عصام العطار في ألمانيا الجمعة، عن عمر يناهز 97 عاما، بحسب ما أعلنت عائلته في بيان.
وقال العطار في كلماته الوداعية قبل وفاته: “وداعا وَداعا يا إخوَتي وأخَواتي وأبنائي وبناتي وأهلي وبَني وَطَنِي، أستودِعُكُمُ اللهَ الذي لا تَضيعُ وَدائِعُه، وأستودِعُ اللهَ دينَكم وأمانتَكم وخواتيمَ أعمالِكُم، وأسألُ اللهَ تَعالَى لَكُمُ العونَ على كُلِّ واجب وخير، والوِقايَةَ مِنْ كُلِّ خَطَر وشَرّ، والفرجَ مِنْ كُلِّ شِدَّة وبَلاء وكَرْب”.
وتابع: “سامِحوني سامِحوني، واسْأَلوا اللهَ تعالى لِيَ المغفِرَةَ وحُسْنَ الخِتام، شكرا لَكُم شكرا. جَزاكُمُ الله خيرا”.
والعطار كان متزوجا من الراحلة بنان الطنطاوي، ابنة الداعية المعروف علي الطنطاوي، التي اغتالها نظام حافظ الأسد في ألمانيا عام 1981.
وفي رثائه للراحل، كتب الداعية السوداني عصام البشير: “وأخيرا انطفئت الومضة، وأغطش الليل، وهوي الكوكب الساطع، وارتحل الشيخ أبو أيمن عصام العطار، القامة السامقة، والقلعة الشامخة، والقائد الفذ، والمفكر المسدد، والخطيب المفوه، والشاعر الاديب، والداعية الموهوب على حكمة وبصيرة، والمجاهد المثابر والصابر المحتسب”.
وأضاف البشير في رثائه للفقيد: “صاحب العقل الراجح، والهمة المتوثبة، والقدوة الصالحة، والخلق الرفيع، موطأ الاكناف، خفيض الجناح، كريم العطاء، صافي النفس، نقي السريرة، مهذب العبارة، باسم الثغر، هادئ الطبع، سمح السجية، يألف ويؤلف”.
واسترسل البشير: “كان الاستاذ أبو أيمن امتدادا لجيل العظماء من قادة العمل الإسلامي المعاصر، ووضع بصمات مباركة لا تخطئها عين فاحصة، وترك أثرا مفعما بالحيوية في أجيال معاقبة، وكان مرفوع الرأس، عالي الهامة لم ينحن لطاغية، بل صدع بالحق ولقي في ذلك من عنت الغربة المتوحشة واستهداف زوجته الشهيدة أم أيمن، فما لانت له قناة ولا وهنت له عزيمة، بل واصل المسير وواجه المصير في جد وعزيمة وفضل ومثابرة”.
وأردف، “جسد نموذجا نادرا من الوفاء لزوجته وأسرته وخلف في ذلك ميراثا من النثر والنظم. كان مرتفعا عن الخلاف، منصفا لمخالفيه، يبسط يده لكل حوار هادئ وتعاون على البر والتقوى، ثاويا يحمل هموم أمته ودعوته في سعي منبسط وأمل فسيح”.
يا شام يا شام يا أرض المحبينا…
هان الوفاء وما هان الوفا فينا…
نحيا على البعد أشواقا مؤرقة…
لا الوصل يدنو ولا الايام تسلينا…
إنا حملناك في الأضلاع عاطفة…
وصورة من فتون الحسن تسبينا…
وخلص البشير إلى القول: “ألا رحم الله حبيبنا الغالي وأستاذنا الأثير أبا أيمن وأسكنه فسيح جناته، وتقبله في الصالحين، وأنزله منازل الأبرار، وأخلفه وذريته هادية وأيمن وأصحابه وتلامذته ودعوته ومحبيه والامة خيرا، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
رابط المشاركة :