قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الأربعاء 8 ماي 2024، إن طلاب كلية ترينيتي في دبلن الأيرلندية أنهوا احتجاجاتهم التي استمرت 5 أيام تضامناً مع فلسطين بعد أن وافقت الجامعة على قطع العلاقات مع الشركات الإسرائيلية.
وأعلن زعماء الطلاب، النصر، مساء الأربعاء، في حملة على الطريقة الأمريكية أدت إلى تعطيل الحرم الجامعي.
من جهتها، قالت الجامعة في بيان إن الإدارة العليا توصلت إلى اتفاق مع المحتجين، وأضافت أن “ترينيتي ستكمل عملية سحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية التي لها أنشطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمدرجة على القائمة السوداء للأمم المتحدة”.
كما أضافت أن “ترينيتي ستسعى إلى سحب استثماراتها في شركات إسرائيلية أخرى”.
وقال البيان إن قائمة موردي ترينيتي تحتوي على شركة إسرائيلية واحدة فقط، والتي ستبقى حتى مارس 2025 لأسباب تعاقدية.
وبدأ المخيم في 3 ماي 2024 عندما نصب المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين عشرات الخيام في “ساحة الزملاء”، على غرار ما حدث في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا رداً على الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة.
تم إغلاق الحرم الجامعي، الذي يقع في قلب العاصمة الأيرلندية، أمام الجمهور، ما كلّف الكلية ما يقدر بنحو 350 ألف يورو (300 ألف جنيه إسترليني) من الإيرادات المفقودة لأن الزوار لم يتمكنوا من مشاهدة “كتاب كيلز”، وهو مخطوطة من العصور الوسطى ومصدر جذب سياحي.
من جهتها، قالت روبي توباليان، محررة المقالات في صحيفة ترينيتي نيوز الطلابية: “أعتقد أن خسارة الإيرادات كانت أمراً أساسياً”. وقالت إن الطلاب رحبوا بالصفقة التي ذهبت إلى أبعد من الجامعات الأخرى. “أعتقد أنه غير مسبوق، يبدو الحرم الجامعي سعيداً جداً”.
فيما قال لازلو مولنارفي، رئيس اتحاد الطلاب المنتهية ولايته، إن الطلاب تمكنوا من فرض المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل.
وأضاف أن هذا “يُظهر قوة الطلاب والموظفين على مستوى القاعدة الشعبية الذين يناضلون من أجل قضية عادلة لتحرير فلسطين، وإنهاء التواطؤ مع الإبادة الجماعية الإسرائيلية والفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني”.
نصر آخر في بلجيكا
في سياق متصل، أعلنت جامعة بروكسل الحرة في بلجيكا الانسحاب من مشروع علمي بشأن الذكاء الاصطناعي تشارك فيه مؤسستان إسرائيليتان، على خلفية الحرب ضد قطاع غزة.
وقالت الجامعة في بيان، الأربعاء، إن قرار الانسحاب من المشروع العلمي اتخذ بعد تقييم جرى خلال اجتماع عقدته لجنة الأخلاقيات، وذكر البيان أن الجامعة قررت بعد التطورات الأخيرة في غزة إجراء مراجعة شاملة لجميع المشاريع البحثية التي تضم شركاء إسرائيليين.
كما أوضح أن الجامعة قررت الانسحاب من مشروع الاتحاد الأوروبي في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يشارك فيه شريكان إسرائيليان.
وشدد على أن جامعة بروكسل الحرة ليس لديها تعاون ثنائي مع إسرائيل، وأنها عازمة على مواصلة شراكاتها مع المؤسسات الفلسطينية.
وشارك طلاب من الجامعة مؤخراً في الاحتجاجات التي بدأت بالولايات المتحدة وامتدت إلى أوروبا تنديداً لهجمات إسرائيل على غزة.
حراك الطلاب
في 18 أبريل، بدأ طلاب وأكاديميون رافضون للحرب على غزة، اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك الأمريكية، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل الشرطة واعتقال عشرات المحتجين توسعت حالة الغضب لتمتد إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، شهدت جميعها مظاهرات ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
ومنذ 7 أكتوبر، تشنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلفت حوالي 40 ألف شهيد و80 ألف جريح، فضلا عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.