أوريد: الحرب اليوم تدق الأبواب.. وعلينا التفكير فيها لفهم أسبابها وصورها وأشكالها

أكد الأكاديمي والأديب حسن أوريد، أن الحرب اليوم تدق بالأبواب أو بتعبير آخر أصبحت معطى بنيوي في العالم، ومن ذلك الحرب الروسية/الأوكرانية والحرب الدائرة في غزة، وقبل سنة الحرب الأرمينية/الأذربيجانية.
وأضاف أوريد في محاضرة بعنوان: “مستقبل السلم في سياق التحولات الجيوسياسية: نحو هندسة جديدة للعلاقات الدولية“، 11 ماي 2024، بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط، أن ما يطبع العلاقات الدولية هو الحرب، وأن السلم أصبح استثنائيا.
وقال المتحدث ذاته، إن هناك من يقول إن الحرب العالمية الثالثة بدأت لكنها حرب متشظية، وهناك من يتحدث عن نزاع كوني.
وشدد الأ ستاذ الجامعي على أنه يجب أن نفكر في الحرب، ولا يمكن حقيقة أن بلغ السلم إن لم نعرف الحرب، كما في الصحة، لا تبلغها إلا بالاشتغال على الأمراض، ولذلك يجب أن نفهم أسباب ودواعي وصور وأشكال الحرب، مشيرا إلى ظهور علم جديد باسم “علم الحرب”.
وذكر أوريد أنه بعد سقوط حائط برلين اعتبرت الحرب ضمن التحف التي يمكن أن تسكن المتاحف، على اعتبار بحسب نظرية نهاية التاريخ أن هناك قيم كونية بدأت وانتشرت ولا حاجة إلى الصراع، وأن الحوار أصبح بديلا عن الجيوش.
واسترسل، وفي الظروف نفسها، هناك من اعتبر أن البشرية أصبحت في حِلٍ من استعمال الأسلحة الفتاكة، لأن هناك قوى أكثر تأثيرا، وهي القوى الناعمة، إذ أن الغاية من القوة هو فرض تصورك على الآخر، ويمكن أن تفعل ذلك دون الحاجة إلى سلاح.

تحولات دولية
وأضاف، وهناك أيضا نظرية أخرى تقول بأن ترياق الحرب هو التجارة، والتي ترى أنه لا أسباب تبرر الحروب إن اعتُمدت وامتدت أسباب التعاون التجاري والاقتصادي، مقابل وجود منظومة تعمل على حل المشاكل واستتباب الأمن وهي الأمم المتحدة.
ومع كل هذا، يردف الأكاديمي المغربي، نحن أمام معطى جديد، قائم على وجود حروب بين قوى دولية، بل إن أوروبا التي اعتُبرت في منأى عن الحروب أصبحت ساحة للحرب، كما أضحى خطر الحرب النووية قائما.
وذكر أوريد أن هناك شيء لافت وهو قيم الأحلاف، حيث تم بعث الحياة والقوة في “الناتو” من جديد، خاصة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، مبرزا أن هذا التحالف بدأ يتوسع ويوظف أدوات جديد في أوروبا وآسيا، فضلا عن أحلاف جديدة بين “أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية”، وبين الأخيرة أيضا والهند واليابان، فضلا عن سباق للتسلح، والتخوف القائم من استعمال هذا السلاح، بما فيه أسلحة الدمار الشامل.
وتابع، ولذلك لا يمكن عمليا أن لا نعير الموضوع أهمية، في ظل وجود بؤر ملتهبة، وفي ظل ظروف تقول إن الحروب القائمة أصبحت تتهدد البشرية، من حيث أننا أمام تحديات وجودية، ومنها الخطر النووي.
واسترسل أوريد، هذا دون الحديث عن الأخطار الأخرى، ومنها التغيرات المناخية، والتي يمكن أن تكون سببا من أسباب النزاعات، إما عبر الهجرات أو التحكم في المياه أو غيرها..
وخلص المتحدث ذاته إلى أن هذا الوضع يفرض رؤية وتبصرا وفهما، إذ أنه لابد في نهاية المطاف من أن نفحص ما يجري وأن نقرأه قراءة موضوعية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.