في رسالته الثانية لأخنوش.. حزب “الكتاب” يعدد مظاهر الفشل الذي يطبع عمل الحكومة على مختلف الأبعاد

قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن الرسالة الثانية التي وجهها حزبه لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء 21 ماي 2024، تتضمن ملاحظات حزبه بخصوص أداء وحصيلة عمل الحكومة، وتركز على الثغرات والنقائص المسجلة في العمل الحكومي.
وقال بنعبد الله خلال ندوة صحفية لحزب “الكتاب” عقدها بمقره المركزي بالرباط، أن هذه الحصيلة الحكومية قائمة على توجهات ليبرالية صرفة، مشددا أن الحكومة تدعي بزيف رفع شعار الدولة الاجتماعية.
وتابع الأمين العام مخاطبا أخنوش: “حكومتكم تمادت بإصرار واستعلاء الادعاء بتحقيق كل طموحات وانتظارات الشعب المغربي”، مشددا أن كلمته بمناسبة تقديم الحصيلة المرحلة افتقدت للموضوعية والتواضع والنقد الذاتي.
وذكر بنعبد الله أن خطاب الحكومة ينطوي على خطورة، إذ يفتقد للاتزان المطلوب، ومنفصل عن الواقع، ويتنافى مع حالة الاختناق التي تعيشها المقاولات المتوسطة والصغرى، ويشكك عمليا في مقاصد ومصداقية التقارير المقلقة اجتماعيا واقتصاديا الصادرة عن مؤسسات وطنية.

انتقادات واسعة
قال بنعبد الله إن لحزبه عشر ملاحظات حول حصيلة الحكومة، وأولها وقوعها في تجاهل خطير لواقع المشهد السياسي والديمقراطي والحقوقي، مما يعني أن أنها تعتبر نفسها غير معنية ببلورة الدستور وقضايا الحقوق والحريات والمساواة، وتفعيل الامازيغية ومصالحة الشباب مع السياسة، ومعالجة التراجعات في الحقل الحقوقي.
واسترسل، ولذلك لم تبذل أي خطوة في طريق استعادة الثقة في المؤسسات المنتخبة، بل وتجرأت على المساس باستقلالية الصحافة، مشيرا إلى أنها تراهن على اجتياز انتخابات 2026 بالوصفة نفسها التي اجتازت بها انتخابات 2021.
ثانيا، يقول أمين عام حزب “الكتاب”، الارتفاع الكبير في البطالة، والفشل في تحقيق الوعود الصادرة عن الحكومة في هذا الشأن، حيث تم تسجيل ارتفاع معدل البطالة إلى مستوى غير مسبوق، بل فقد الاقتصاد الوطني 435 ألف منصب شغل، وتجاوز عدد الشباب خارج فضاءات التعليم والتكوين والشغل 4.5 مليون شاب، فضلا عن انخفاض نسبة ادماج النساء في سوق الشغل الى 19 بالمائة، بدل 30 بالمائة الموعود بها، واصفا كل هذا بالفشل الذريع والعجز البين من لدن الحكومة.
والملاحظة الثالثة، وفق بنعبد الله، تتمثل في فشل الحكومة في تحقيق الأهداف الاقتصادية وتحسين مناخ الأعمال، حيث إنها لم تحقق سوى ما بين 1 و2 ف المائة في معدل النمو خلال السنتين الأخيرتين، إضافة إلى إفلاس عشرات الآلاف من المقاولات، واختناق آلاف أخرى، وانخفاض الاستثمارات الأجنبية بـ 53 بالمائة.
وأردف، كما فشلت في جعل الاستثمار العمومي في خدمة العدالة المجالية، وفي تنقية مناخ الأعمال من الممارسات غير المشروعة، ناهيك عن تراجع مؤشر الحرية الاقتصادية، منتقدا مخالفة الحكومة للقانون بعدم إخراج ميثاق دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة.
والفشل الرابع للحكومة، بحسب المصدر ذاته، تمثل في عدم تحقيق السيادة الاقتصادية، ومن ذلك الصناعية، حيث لا يساهم القطاع سوى ب 15 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، وفي المستوى الفلاحي، حيث اختارت الحكومة سياسة فلاحية تسهم في تصدير الماء، مقابل استيراد الحبوب واللحوم والقطاني، وإغناء كبار الفلاحين مقابل إقصاء وتفقير الفلاح الصغير، كما فشلت في تحقيق السيادة الطاقية، وفشلت في خفض نسبة الاقتراض المفرط، وفضلت أيضا في التحكم في عجز الميزانية.. إلخ.
والملاحظة الخامسة، يسترسل بنعبد الله، تمثلت في عجز الحكومة عن مواجهة غلاء الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، بفعل ارتفاع غير مسبوق في كل المواد والخدمات، مما أدى إلى انزلاق 3.2 مليون مواطن نحو دائرة الفقر والهشاشة، فضلا عن تسجيل مستوى قياسي من رقمين في معدل التضخم خلال العامين الأخيرين، ولم ترجع بَعدُ إلى سابق الأثمان المسجلة قبل هذه الحكومة.
وقال المتحدث ذاته، إن الحكومة أغنت بملايير الدراهم من المال العام أرباب النقل ومستوردي الأبقار والاغنام، دون أن ينعكس على مستوى الأسعار، بل عجزت عن مكافحة تضارب المصالح، ولم تتخذ أي إجراء لتخفض أسعار المحروقات، فضلا أن الزيادة المعلنة في الأجور جاءت بمنطق المقايضة، ناهيك أنها لا تتلاءم مع الزيادة في أسعار المعيشة.
وبخصوص الملاحظة السادسة لحزب “الكتاب”، فتمثلت في الفشل في تعميم الفعلي والعادل لورش التغطية الصحية، إذ تم إقصاء 8 ملايين مواطن مستفيد من مجانية العلاج، إلى درجة التجاهل التمام لوجودهم، كما عجزت عن خلق جاذبية في الخدمة الصحية وجودتها، ناهيك عن وجود تهديدات في العمق لاستدامة ورش تعميم التغطية الصحية.. إلخ.
وأبرز بنعبد الله أن سابع ملاحظات حزبه، يتمثل في الفشل في توفير دعم مباشر للأسر المستضعفة، مؤكدا أن الحكومة تلتف حول هذا الورش من خلال حرمان ملايين المستفيدين بمعايير اقصائية، وتأخير الاستفادة، وإلغاء برامج اجتماعية حكومية سابقة، مشددا أن ما تم تقدمه لا يرقى إلى ما وعدت به الحكومة خلال حملاتها الانتخابية السابقة..
وفيما يتعلق بالملاحظة الثامنة، فذكر بنعبد الله أنها تم التأخر في تفعيل الدعم المباشر للسكن، منتقدا عدم اتخاذ الحكومة لإجراءات عملية لتبسيط الاستفادة منه وتوسيعها، فضلا عن عدم عملها على محاربة الأداء غير المصرح به أو ما يُعرف بـ “النوار”، إضافة إلى عدم تشجيعها المنعشين للإقبال على إنجاز ما يلزم من السكن، وخلق مبادرات لأجل ذلك..
وأما الملاحظة التاسعة لحزب “الكتاب”، فتمثلت في الحاجة الملحة لإحداث قانون تمويل الحماية الاجتماعية، وفشل الحكومة في ذلك، خاصة وأن القانون سيسهم ضمان استدامة التمويل، والشفافية فيه، وأيضا سيظهر لنا حقيقة المبالغ الفعلية التي ستُصرف على هذا الورش، بدل ما تدعيه الحكومة من أرقام غير دقيقة..
وخلص الحزب في ملاحظته العاشرة إلى الحديث عن جملة إصلاحات أساسية غائبة عن الحكومة، مشيرا في هذا الإطار إلى أنها لم تباشر الإصلاح الجبائي، وفشلت في إدماج القطاع غير المهيكل رغم أنه يشكل 30 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، كما عجزت عن إصلاح صندوق المقاصة في اتجاه ضمان استفادة الفئات الموجه لها، فضلا أنها لم تشرع في إصلاح المؤسسات والمقاولات العمومية، وصناديق التقاعد…
وشدد بنعبد الله أن كل هذا يستدعي تغيير سياسات الحكومة لتقوية الاقتصادية وتعزيز الحماية الاجتماعية وجعل الانسان محور كل عمل، مع إعطاء نَفسٍ ديمقراطي للفضاء السياسي، والاعتماد على تصنيع قوي وحديث وتنافسي ومنظم بعيدا عن الريع وتضارب المصالح، وإجراء إصلاح جبائي عادل، ومراجعة السياسة الفلاحية.
واسترسل، كما يحب إقرار العدالة المجالية والاجتماعية، والعناية بالعالم القروي، وتسريح إصلاح منظومة الصحة والتعليم، وتجاوز اختلالات تفعيل ورش الحماية الاجتماعية، مع بلورة منظومة ناجعة لإدماج ملايين الشباب ممن يوجدون في وضعية لا شغل لا تعليم لا تكوين..

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.