وضاح خنفر: النظام الدولي يتشقق و”طوفان الأقصى” بداية تحول جذري في مسيرة تحرر فلسطين

قال وضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق، إنه يجب ن نضع ما وقع في 7 أكتوبر ضمن نضال الشعب الفلسطيني في سياق أن هناك نخبة فلسطينية حاولت محاولات حقيقية في كثير من الأحيان من أجل الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني، لكنها اصطدمت مع السقف الذي يمثله الواقع الإقليمي والعربي، وأيضا ما تم إقراره ضمن سياقات النخبة السياسية الفلسطينية والعربية.
وشدد خنفر خلال ضمن ندوة لمنتدى الجزيرة، السبت 25 ماي 2024 بالدوحة، أن الذي التقط القضية وأعاد لها حيويتها هو الشعب، وذلك منذ سنة 1987، منذ انتفاضة الحجارة.
وأبرز المتحدث ذاته أن المنحى كان عمليا في حالة نزول وانحدار واستسلام منذ 1982، لأن السياقات حينها كانت تقول لابد من أن نتفاهم ضمن السقف الصهيوني أو السقف الأمريكي.
وذكر خنفر أنه منذ 87 انقلبت الموازين، والمنحى الفلسطيني في صعود، وفي كل مواجهة قادها شعبنا سواء أكانت هذه المواجهة عبر الحجارة، ثم بعد ذلك عبر المقاومة المسلحة، نستطيع أن نقول إن الواقع الفلسطيني تغير، ومركزية القضية تغيرت، كذلك إحساس العالم وفهمه للقضية تغير.
وأوضح أن المقاومة الفلسطينية الحالية هي سليلة ذلك التراث الذي ينتمي إلى الناس ولا ينتمي بالضرورة إلى النخب السياسية التقليدية، سواء تلك التي كانت في الشأن الفلسطيني أو العربي،
وأشار إلى أن هذا جاء في سياق أوسع وأكبر، وهو سياق عالمي ومهم، معتبرا أن معركة طوفان الأقصى ما كانت لتحقق هذه الإنجازات العظيمة لولا تغير السياق على المستوى العالمي وبسرعة، في الجامعات والشعوب والدول الغربية ومحكمة الجنايات الدولية وغيرها.
وذكر خنفر أننا اليوم أمام منظومة غربية تتآكل وتتراجع، ومنظومات لم تتشكل بعد، معتبرا أن النظام الذي شكل إسرائيل، والذي تشكل بعد الحرب العالمية هو في أضعف حالاته.
وأردف، ذلك أن تشققه هو الذي سمع لكثير من القوى الوسطى والهامشية كجنوب إفريقيا، وسمح للمحكمة الجنائية الدولية بأن تواجه إسرائيل، وبأن تبرز تيارات دولية تسمح للقضية الفلسطينية بأن تحتل مكانة مهمة.
وتابع، بل إن إسرائيل ذاتها لم تعد هي إسرائيل الأولى، إسرائيل الآباء المؤسسين للدولة، مبرزا أن إسرائيل نتنياهو وبنغفير وسموترش هي انعكاس لمستوى رديء للواقع الإسرائيلي نفسه، وهو ما مكن من كشف ما كانت تظن إسرائيل أنه مقدس ولا يمكن لأحد أن يتحول عنه.
وشدد خنفر أن الحصانة التي تمتعت بها اسرائيل على مر عقود من الزمن، انكسرت الآن على صخرة إجرام مكشوف وإبادة جماعية لا يستطيع أحد أن يدافع عنها.
ونبه المتحدث ذاته إلى أن الدعم الأمريكي أضر إسرائيل أكثر مما نفعها، لأنه أتاح لها فرصة أن تسير في غيها وطغيانها، وأدخلها في مسارات لا يمكن لعاقل أن يحكم دولة مثل هذه أن يقوم بها.
والخلاصة أن الواقع الإسرائيلي هو في أردء حالة من أي لحظة سياسية وأخلاقية واستراتيجية منذ 1848.
وشدد أن هذه العناصر السابقة التي التقت في لحظة واحدة، جعلت منها اللحظة المثالية للتحول الجذري والحقيقي في مسيرة النضال والتحرير، معبرا عن ثقته بأن طوفان الأقصى سيؤرخ له على أنه بداية النهاية التي ستؤول إليه القضية الفلسطينية إلى شيء مختلف.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.