الزعاترة: بايدن” وهستيريا “الصفقة”.. عن نقلها لـ”مجلس الأمن” وعموم الخلطة المثيرة!
ياسر الزعاترة
بايدن عجوز البيت الأبيض يسابق الزمن لإنجاز صفقة “الهدنة والتبادل” في غزة، وطبعا كي لا تؤثر على فرص انتخابه رئيسا لولاية ثانية، بخاصة بعدما تأكّد أن فرصته ليست مضمونة في مواجهة خصم شرس (ترامب).
قرّر مطالبة “مجلس الأمن” بدعم الصفقة، من دون أن يحدّد ماهيتها، وما إذا كانت هي ما قاله في خطابه، أم نصٌ آخر (إسرائيلي) لم يكشفه هو ولا أصحابه!
كيف سيُطالَب العالم بدعم صفقة تُسوَّق بروايتين، إحداهما باسم “بايدن”؛ وعناصرها مكشوفة، والأخرى باسم “الكيان” ولم تُكشَف، فيما قال نتنياهو أمس إن “ما عرضه بايدن ليس دقيقا وهناك تفاصيل لم تُكشَف”، مضيفا: “يمكننا وقف القتال 42 يوما لإعادة الرهائن، لكننا لن نتخلّى عن النصر المطلق”.
قلنا ليلا إن ردّ “حماس” على الوسطاء قد حمل هذه العناوين بذكاء.. فقد تعاملت الحركة مع كلام “بايدن”، وطلبت من الوسطاء موافقة نتنياهو عليه، وليس على نصّ إسرائيلي يمثل تشويها للورقة التي قدمها الوسطاء لـحماس مطلع الشهر الماضي، بعلم “وليام بيرنز”، فوافقت عليها، بينما رفضها نتنياهو.
هكذا يتأكّد أن الكرة ليست في ملعب “حماس”، بل في ملعب “بايدن” الذي عليه أن يقول للناس ما إذا كان رئيسا يقول كلاما منضبطا، أم مجرّد كائن خَرِف لا يُعتدُّ بكلامه، ثم في ملعب نتنياهو الذي ينبغي أن يعلن الموافقة على الكلام المذكور قبل بدء التفاوض على التفاصيل الناقصة (في كلام بايدن وليس في الورقة الإسرائيلية).
مشهد عجيب لم يكن يتخيّله أحد قبل “طوفان الأقصى”: رئيس أكبر دولة في العالم يتسوّل موافقة “حماس” على صفقة تؤثّر على مصيره كرئيس، بجانب خوفه على “كيان” حبيب، من مغامرات قائد لا أولوية له غير البقاء والفرار من المحاكمة.
لقد أعلى الله شأن “حماس” بالمقاومة والبطولة والشهداء، وقبل ذلك وبعده بصمود أسطوري لشعب منحها الحاضنة، فيما كان آخرون يتسوَّلون بعبارة “احمونا”، ويتفاخرون بـ”العيش تحت بساطير الاحتلال”، فما نالهم غير الذل والهوان والازدراء.. من عدوِّهم ومن شعبهم وأمّتهم، ومن كل الأحرار.