عبر الكاتب الصحفي يونس مسكين، عن استغرابه لما وصفه بـ “الإصرار البليد” على اعتبار الانتماءات والميولات السياسية للبشر خطيئة وسببا للإقصاء والقمع. وذلك في إشارة إلى الاتهامات الموجهة لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة.
وقال مسكين في افتتاحية صحيفة “صوت المغرب”، الأربعاء 26 يونيو 2024، إن رئيس الحكومة ظهر مساء أمس وهو يلمز إلى أن هناك من بين الطلبة من يحمل أهداف أخرى غير تلك المعلنة، مؤكدا خطاب وزراء آخرين وأصوات من صفوف الأغلبية الحكومية، اتهمت متزعمي احتجاجات الطلبة ب”التسييس”.
وأضاف الكاتب متسائلا: ما هو دور الهيئات والتنظيمات السياسية إن لم يكن احتضان وتأطير المواطنين وفي مقدمتهم الشباب؟ ولماذا ستصلح الإطارات السياسية والنقابية والاجتماعية إذا لم تنخرط في الحراكات الاجتماعية، لتساند المواطنين أولا، لأنهم الطرف الضعيف في أية مواجهة تشارك فيها السلطة، ثم للعب دور الوساطة والمساهمة في الحل؟
واعتبر مسكين أن أغرب ما يجري مع هذه الحكومة هو غياب الوساطات في الأزمات الاجتماعية التي تسببها. كأننا أصبحنا فجأة دون مرجعيات ولا هيئات ولا إطارات ولا قامات فكرية وشخصيات حكيمة… مشيرا إلى أن “مردّ ذلك إلى أن هذه الحكومة لا تثق في أحد، وترى في كل ما يتحرّك خارج مجال تحكّمها المباشر كتهديد محتمل”.
وقال الكاتب الصحفي، إن على القائمين على تدبير شؤون المغاربة أن يتخلصوا من أسلوب الفزاعة السياسية الذي يعود إلى عهود بائدة، لأن الانتماء السياسي حق مشروع، وليس جريمة، ثم لأن المحتجين يقدمون ملفا مطلبيا واضحا يجب أن يناقش وتقدّم عليه الأجوبة المناسبة في وقت معقول.
واسترسل، عندما يسارع مسؤول سياسي إلى اتهام متزعمي الاحتجاجات بالتسييس، كأي دكتاتور شمولي، فإنه يحاول نزع الشرعية عن المطالب، على اعتبار أن المحتج غير صادق، بل مجرد منفذ لأجندة غيره السياسية، ومن ثم محاولة نزع المصداقية في عين الرأي العام، ونقل الفعل الاحتجاجي من دائرة المطلب والرد على المطلب إلى ساحة الصراع السياسي الذي تملك فيه السلطة أدوات القمع والإخضاع، ومن ثم تبرير الإجراءات القمعية وإحداث انقسام داخل الكتلة المحتجة لإضعافها وتفريقها.
وشدد مسكين، على أنه، وبدل التلويح بالعصا التي تكسر ولا تبني، يجدر بالحكومة أن تتحمّل مسؤوليتها في وصول الملف إلى هذا المستوى من التأزيم، وتعود إلى الحوار الذي يفضي إلى اتفاقات مكتوبة بضمانات حقيقية بعدم الإقدام على إجراءات انتقامية كما جرت العادة، وألا تجد أي خرج في تقديم التنازلات لأنها هنا لخدمة المغاربة لا لإعادة تربيتهم.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا
شارك برأيك
إلغاء الردتعليق 1
ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين