يوسف الغربي يكتب: الكوفية وحرب الرموز

كشف الفعل البليد للعميد المصاب بحساسية الكوفية الفلسطينية عن أقلام يسيل حبرها حقدا على المقاومة الفلسطينية ترى القضية مختطفة من حماس ناسية أن المقاومة تضم طيفا واسعا من كل المشارب الوطنية و لتذكيرها فالجبهة الشعبية لا تطيل لحية ولا ترتدي قميصا وهي فصيل وطني مقاوم. يتفق هؤلاء أن العميد لم يكن ذكيا ولعلهم يقصدون أنه فاتته مهارة التمويه، وكشف عن موقفه الحقيقي. و زاد أحدهم في تعالمه فزعم ان الكوفية رمز ولد قبل حماس مفتخرا برواد اليسار الذين كانوا يرتدونها في الجامعات ولأننا لا نؤمم الكوفية لجهة بعينها فكل من حملها من أي مشرب فهو يعبر عن تعاطفه و دفاعه عن فلسطين. لكن لا بأس من تذكير مدبج افتتاحية جريدة( كلنا اسرائليون) أن عز الدين القسام و الأمين الحسيني توشحوا على الدوام بالكوفية قبل ميلاد كل الفصائل بمختلف توجهاتها الإديولوجية.
الكوفية رمز وطني فلسطيني تجاوز حدود رقعته وغدا دالا إنسانيا مشاعا يرمز لمدلول مناهضة العنصرية والتمييز لذلك يرتديها العرب والعجم و لا تقلق غير الصهاينة ومن يوالونهم. و ما كان للكوفية أن تستثير غضبا ولا حساسية -كما حدث للعميد -لولا صعقتها الرمزية الماحقة، فبمجرد حضورها تحضر مأساة شعب مظلوم نزعت أرضه وتعرض لكل أنواع القهر طيلة 75 سنة. إنها معركة الرموز المحتدمة،كان المغاربة ولا زالوا يعلقون صورة مسجد القبة قائلين انها القدس، ولا زالوا يبكون حارة المغاربة التي كانت أول ما جرف الصهاينة بالقدس، وبأرض المغرب يوجد بيت مال القدس يتنافس المغاربة في دعمه و ملء حصالاته بالأسواق الكبرى، ولا زال المغاربة يتذكرون ضريبة فلسطين تؤخذ من متعتي التدخين والمشاهدة. ولا زالوا يصلون بسورة الإسراء…..شحنات رمزية أنى وليت وجهك فثم وجهها…فلسطين كانت و ستظل عصية على المحو من ذاكرة الإنسانية وسيتدثر الكون كله بكوفيتها ليشعر بإنسانيته و خارجها سيصعق أقوام بالحقد والجنون.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.