[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

جنازة الشهيد هنية… أو حين تعطي الأمة شهادة رضاها عن أبنائها الأبرار

المحجوب لال


 

“شعوب العالم العربي والإسلامي كلها تشيع الشهيد إسماعيل هنية”، تلك هي الصورة التي رآها الناس جميعا في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب اليوم الجمعة بالدوحة، بحضور شعبي ومشاركة شخصيات رسمية وقيادات سياسية من مختلف البلدان.
وأمس الخميس، خرج الشعب الإيراني عن بكرة أبيه، في مراسيم تشييع الشهيد القائد إسماعيل هنية، بحضور رسمي وشعبي بعد اغتياله في مقر إقامته بطهران.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، انتفضت الأصوات الحرة من كل البلدان، تنديدا بجريمة الاغتيال الصهيوني، وأيادي الغدر الجبانة، وأعمال الإرهاب الإسرائيلي التي طالت الأرض الفلسطينية وتعدتها إلى الجوار الإقليمي، في خرق سافر لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية.
غير أن هذا الحضور الكبير لجنازة الشهيد، يعيد تذكير أبناء الأمة كلها، بقول الإمام أحمد ابن حنبل: “بيننا وبينكم يوم الجنائز”، ففي حضرة الموت تغيب المصالح والحسابات، وتحضر المحبة والمعاني والرمزيات، وما كان لكل أبناء الأمة أن يخرجوا في مظاهرات ومسيرات ووقفات للترحم على الشهيد وللتعبير عن دعم المقاومة، لولا إيمانهم الراسخ رسوخ الجبال، بأنه كان رجلا وطنيا صادقا ومقاوما حرا نزيها، ومربيا فاضلا معطاء..


لم تخرج الأمة حين علمت بمقتل زعماء تنظيمات إرهابية، أو ما يسميه بعضهم بالجهادية، ولم تخرج الأمة حين مقتل طغاة ومستبدين، أو حين وفاة دعاة علمانية متجذرة وإقصائيين، وإن أريد لهم زورا أن يكونوا رموز الأمة وقاداتها، غير أن الشعب العربي المسلم قال كلمته الصادحة والواضحة، أن قادتنا ورموزنا هم أمثال إسماعيل هنية ومن يشببه في الصمود والوفاء والتضحية.
إن استشهاد هنية، وخروج العرب والعجم والترك والفرس للترحم عليه، لدليل على أن للرجل مكانة كبيرة في قلوب ووجدان الأمة، حتى وإن أريد طمس هذه الحقيقة، بسعي بعضهم لاجتثاث الحركة والفكرة التي ينتمي لها وإليها، غير أن الأفكار لا تُقتلع بالنار والحديد، وإنما بما يشبهها قوة أو يفوقها حجة وعمقا ورسوخا.
وبهذه المشاعر الإنسانية العالية الدلالة، تؤكد الأمة قناعتها ودعمها للقضية الفلسطينية، ولرموز المقاومة والتحرر والصمود، وأن مسار التخاذل والانبطاح والتسويات، لن يجدي شيئا، بل إن استرداد الحق وعودة الأرض، مشروط بالمقاومة لا المساومة، ورحم الله الشهيد هنية، فقد كان رمزا لهذا وشامة فيه.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.