المحجوب لال
كشف استطلاع للرأي أجرته القناة 12 العبرية، عن نتيجة مفزعة، مفادها أن 47 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون اغتصاب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
يتزامن هذا مع جريمة موثقة بالفيديو لاغتصاب أسير فلسطيني في معتقل سدي تيمان، في وقت وَصف فيه وزراء ونواب صهاينة الجنود المجرمين المقترفين لهذا الفعل الشنيع بـ “الأبطال”.
في المقابل، شاهد العالم وما يزال، كيف تَعامل رجال المقاومة مع الأسرى الصهاينة بغزة، حيث حفظوا أرواحهم من قصف جيش الاحتلال، كما حفظوا كرامتهم من كل إهانة، لفظية أو جسدية، بل إن إحدى الأسيرات حكت هذا وشهدت به لإعلامها العبري فقيل لها من أناس من بني جلدتها: “يا ليتك قُتلت في غزة… أنتِ عارٌ علينا”…
إن فِعل رجال المقاومة الأطهار، مرده إنسانية محكومة بالوحي ومرجعية القرآن، ذلك الذي لا يقبل دوس الأعراض وانتهاك الكرامة البشرية، ولذلك، نفهم حاجتنا بل حاجة العالم كله لهذا النور الإلهي، الذي يضمن حقوق الإنسان حقيقة، وفي كل الظروف والأحوال، ويجعل سلطان الآخرة عاليا على أفعال العباد، فلا ينتظرون غياب كاميرات مراقبة أو توثيق لتغيير السلوك واقتراف الآثام في حق الغير، بل إنهم أطهار في تعاملهم أمام العالم وفي غياب الناظرين.
“يا ليت قومي يعلمون بما يصنعه هذا الدين في النفوس والعقول والقلوب والسلوك”، هكذا يُتخيل لنا صوت رجال الله الأحرار، القابضين على جمر الصمود، المشرئبة أعناقهم لتلقي توجيه القرآن، الواقفين بشموخ للذود عن أرض الدين والإسلام، وهم يقدمون الدليل تلو الدليل، على أن عزة المسلمين إنما هي في هذا الدين.
إن أنوار المقاومة وطوفان الأقصى تشع بلا انقضاء، ومنها فتح أنظار المسلمين إلى حقيقة دينهم وأخلاقه، وكيف يرتقي بالسلوك والأفعال، في السِلم والحرب، وحال المِنح والمِحن، وعند العَطاء والحِرمان…
أنوارٌ تبعث بشعاعها المنير ورسالتها الساطعة لنا جميعا، أن تمسكوا بدينكم، ففيه نجاتكم، بل ونجاة البشرية جمعاء، أليس هذا الدين من إلهٍ وصف نفسه برب العالمين؟ بلى، هو كذلك، فهل نكون في مستوى الأمانة والمسؤولية؟ هذا هو التحدي القائم على عامة المسلمين وخاصتهم.