[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

غزة وأتباع السامري.. الصمدي يكتب: من أجل فهم ما يجري في ضوء السنن الكونية

خالد الصمدي


منذ رحلة موسى عليه السلام للقاء ربه انقسم قومه إلى فريقين:
فريق يمثل اليهودية الحقة التي لها علاقة بألواح موسى التي أنزل الله فيها العلم والحكمة، وهي الفرقة التي انقرضت أو تكاد، وكثير منها آمنوا بعيسى عليه السلام، ومن بعده بالرسالة الخاتمة لمحمد صلى الله عليه وسلم تصديقا بما ورد في التوراة والانجيل والقرآن.
والفريق الثاني وهم اتباع السامري، الذين يعتبرون بذرة الصهيونية اليوم مذ عبدوا عجله المصنوع من الذهب، والذي يرمز إلى المال وسطوته، والذي كان على الدوام غايتهم وهدفهم ولو محقوا في طريقهم لجمعه كل الأكوان، وأزالوا من طريقهم كل داع إلى الحكمة من كل الشرائع والأديان، ولذلك قيل كلما غاب موسى حضر السامري.
والعالم عاش ويعيش على الدوام هذا التدافع بين سلطان العلم والحكمة وسطوة المال وجبروته من خلال نموذج موسى وأتباعه، والسامري وعبدة عجله، ومن خلال قارون والمعجبين به وبداره، وذي القرنين الصانع الحكيم الذي يحجز عن الناس الفساد بعلمه وبخبرته، وغيرها من النماذج التي يتحدث عنها القرآن الكريم، في رسالة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام، وهو يربط الطغيان بالمال حين يصبح في حد ذاته هدفا معبودا، ويربط العلم بالحكمة حين يكون قصدا مقصودا.
ولذلك تقول السنة الكونية: كلما اقترب العالم من العقل والحكمة كانت الحضارة وقام العمران، وإذا طغى الإنسان واستغنى بالمال حل الخراب واختل الميزان، وهو الوضع الذي يعيشه العالم اليوم في صور واضحة للعيان، حين قاد العالم منذ مدة عبدة العجل المسيطرين على الشركات العابرة للقارات، وخف صوت الحكماء والعقلاء.
قال تعالى: “حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس”، صدق الله العظيم.
ويبدو أن العالم أخذ يستيقظ بفعل الأحداث الأخيرة وسيعيش في السنوات القليلة القادمة تحولا كبيرا حين انتبه الناس إلى طغيان عبدة العجل وخطورة المسار الذي يقودون إليه العالم، وفهموا أن ما يجري اليوم على أرض العزة هو ثمن باهض يؤديه أهلها نيابة عن العالم لإعلاء صوت العودة إلى سلطان العلم والحكمة، وإلقاء عجل السامري في اليم، وهو هدف أبعد من الدفاع عن النفس في بقعة أرضية محددة.
فتنادوا كما نشاهد في كل أنحاء المعمور إلى العودة إلى ما كتب في كل الألواح موعظة وذكرى لأولي الالباب، لإنقاذ العالم من هذا الخراب، الذي يدق كل الأبواب.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.