محمد عصام يكتب: بنموسى.. “أش خاصك أ العريان.. الغولف أ مولاي”
محمد عصام
غالبا ما يتندر المغاربة بقولهم “إذا كنت في المغرب فلا تستغرب”، لكن الذي يبدو أنه إذا ابتلاك الله بحكومة مثل حكومة أخنوش، فإن وليمتك من الغرائب والعجائب ستكون سخية إلى درجة الثخمة.
آخر ما اقترفته الحكومة من عجائب “الزمان” التي سيستحيي الأوائل ومن سيأتي بعدهم إلى يوم الدين من مجرد التفكير فيها بله ارتكابها والاقتراب منها، ما اقترفه وزير التعليم والرياضة بنموسى في مذكرة لمدراء الأكاديميات والمديرين الإقليميين لوزارته بتاريخ 04 شتنبر يدعوهم فيها إلى استقبال التلاميذ الذين يرغبون في ممارسة رياضة الغولف والاعتناء بهم.. هكذا ولله العجب.. فالذي يقرأ تلك المذكرة يظن أنها موجهة لمدراء يسيرون مدارس توجد في “المريخ” حتى لا أقول في ولايات المتحدة الأمريكية لأني لست متأكدا من توفر مدارسها على ملاعب للغولف، وحتما سيصاب المرء بدوار في الرأس لأنه سيشك فعلا أنه يوجد في بلد اسمه المغرب أم في كوكب آخر.
في هذا البلد، المدارس تعرفاكتظاظا في الأقسام لا يمكن لكل التقارير البلهاء التي تمطرنا بها أفواه المسؤولين كل دخول مدرسي، مداراته أو حجبه، فتلك حقيقة عنيدة لا تحتاج منا كثير عناء للتدليل على وجودها.
في هذا البلد الذي يعِدُ فيه بنموسى بممارسة الغولف في مدارسه، يتلقى المتعلمون دروسهم في أقسام مهترئة تحول الأمطار سُقُفَها إلى غربال لا يمنع بللا ولا زمهريرا، في قاعات بلا نوافذ وطاولات من العصر الحجري بالتمام والكمال.
في هذا البلد الذي” يطنز” فيه بنموسى والحكومة على الناس بسبق الإصرار ووقح المكابرة، توجد مدارس في العالم القروي بلا مراحيض ولا ربط بالماء أو الكهرباء.
وفي هذا البلد أيضا، توجد فصول د راسية مشتركة تدرس فها مستويات متعددة من “التحضيري” إلى النهائي، ورغم ذلك فبنموسى يملك “الوجه” الذي يتحدث به عن ممارسة الغولف بالمدارس.
في هذا البلد الذي وضع فيه قطاع التعليم الحساس بيد “تقنوقراطي” تم صبغه بلون ” هذا الزمن السياسي” أي الأزرق، تم هدر ما يزيد عن ثلاثة أشهر من الزمن المدرسي السنة الماضية بسبب تعنت بنموسى والحكومة، ورغم ذلك بقي الوزير والحكومة في مكانهما وكأن شيئا لم يقع، بينما في الدول التي تحترم نفسها كان ذلك كافيا لكي يؤدي الوزير ثمن سوء تدبيره بـــــــــــ “كبـــــوطـــه” .
في هذا البلد تم وضع مستقبل الأجيال المستقبلية في يد شخص لم تكن له في أي وقت مضى أية علاقة بهذا القطاع، وهو القادم إلى العمل الحكومي من شركة “الخمور”، ليجد نفسه وزيرا للداخلية، حيث ارتكب مجزرة حقوقية في أحداث سيدي إفني، فيما أطلق عليه إعلاميا بالسبت الأسود، ورغم ذلك بقي في مكانه رغم الخدوش “الحقوقية” التي ألحقها بالبلد برمته إلى نهاية “زمن حكومة عباس الفاسي” التي أقفل الحراك الشعبي قوسها، بفضل الخطوة الملكية الحكيمة والاستباقية في خطاب 9 مارس 2011 وفتح ورش التعديل الدستوري وإجراء الانتخابات السابقة لأوانها يوم 25 نونبر 2011.
في هذا البلد أيضا، كان بنموسى مشرفا على مشاورات النموذج التنموي، ولأن هواه كان فرنسيا، فقد كان سخيا على “الماما فرنسا”، وقدم تقريرا لسفارتها بالرباط عن المشاورات قبل أن يقدمه للمغاربة أجمعين، ورغم ذلك بقي بنموسى في مكانه “على عينك أبنعدي “، بل إنه و يا للعجب أصبح وزيرا للتعليم ولأشياء أخرى، فهل تكفي مقولة “إذا كنت في المغرب فلا تستغرب” أنا شخصيا لا أظن !!!!