[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

أي دور لحزب العدالة والتنمية في تعزيز الثقة في العمل السياسي بعد انتخابات 2021؟

عبد النبي اعنيكر


 

بعد الإعلان عن نتائج انتخابات 2021 غير المفهومة وغير المنطقية، واجه حزب العدالة والتنمية تحديات كبيرة تتعلق بتراجع شعبيته وفقدانه عددًا كبيرًا من المقاعد في البرلمان، هذا الوضع دفع الحزب إلى إعادة التفكير في استراتيجياته وسياساته لتعزيز الثقة في العمل السياسي وتحقيق تواصل أفضل مع المواطنين.
الخطوات والإجراءات لتعزيز الثقة
1. مراجعة الذات والاعتراف بالأخطاء
من أولى الخطوات التي اتخذها حزب العدالة والتنمية هي مراجعة الذات وتقييم مساره الانتدابي لعقدين من الزمن، سواء تعلق الأمر بالعمل الحكومي، أو البرلماني، وكذا حصيلة أدائه بالجهات وعموم الجماعات الترابية، هذه المراجعة كانت ضرورية لتحديد الأسباب الحقيقية لتراجع شعبيته والعمل على تصحيحها.
2. الشفافية والمحاسبة
التزم الحزب بتعزيز الشفافية والمحاسبة داخل صفوفه وبين أعضائه، وتم وضع آليات جديدة لمراقبة الأداء وضمان النزاهة في اتخاذ القرارات، هذه الخطوة تهدف إلى استعادة الثقة بين الأعضاء والمواطنين.
3. التواصل مع المواطنين
عمل الحزب على تحسين استراتيجيات التواصل مع المواطنين من خلال تنظيم لقاءات مباشرة، واستغلال وسائل الإعلام التقليدية والحديثة لنقل رسائله وسياساته بشكل واضح وشفاف، وتروم هذه الخطوة الاستماع إلى هموم المواطنين وتقديم حلول واقعية لمشاكلهم.
4. تعزيز المشاركة السياسية
شجع الحزب على تعزيز المشاركة السياسية بين الشباب والنساء والفئات المهمشة، حيث تم تنظيم دورات تدريبية وورش عمل لتمكين هؤلاء الفئات من المشاركة الفعالة في العمل السياسي وصناعة القرار.
5. التركيز على القضايا الجوهرية
ركز الحزب على القضايا الجوهرية التي تهم المواطنين، مثل تحسين الخدمات العامة، ومكافحة الفساد، وتعزيز العدالة الاجتماعية. هذا التركيز يساعد على إعادة بناء الثقة وجذب دعم المواطنين.
6. التفاعل مع المجتمع المدني
تعزيز التعاون مع منظمات المجتمع المدني كان خطوة مهمة للحزب، من خلال هذا التعاون، تمكن الحزب من الاستفادة من خبرات هذه المنظمات في مجالات متعددة، مما ساعد على تحسين سياساته وبرامجه.
النتائج المحققة
1. استعادة جزء من الثقة
بفضل هذه الإجراءات، تمكن حزب العدالة والتنمية من استعادة جزء من الثقة التي فقدها، بيد أن المواطنين بدأوا يرون تغييرًا في نهج الحزب واستعداده للاستماع والعمل بجدية على حل مشاكلهم.
2. تحسين الأداء الداخلي
تعزيز الشفافية والمحاسبة أدى إلى تحسين الأداء الداخلي للحزب، مما انعكس إيجابيًا على فعاليته وقدرته على تحقيق أهدافه.
3. تعزيز المشاركة السياسية
زيادة المشاركة السياسية بين الشباب والنساء والفئات المهمشة أضفت ديناميكية جديدة على الحزب، مما ساعده على تجديد دمائه وجعله أكثر تمثيلاً للمجتمع.
التحديات المستمرة
1. استمرار بناء الثقة
رغم التقدم المحقق، يظل بناء الثقة تحديًا مستمرًا. فالحزب بحاجة إلى مواصلة العمل بجدية على تعزيز الشفافية والمحاسبة، والتفاعل المستمر مع المواطنين.
2. التكيف مع التغيرات السياسية
التغيرات السياسية المستمرة تتطلب من الحزب أن يكون مستعدًا للتكيف مع الظروف الجديدة وتطوير سياساته وبرامجه بما يتناسب مع تطلعات المواطنين.
3. مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية
التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المغرب تتطلب من الحزب تقديم حلول فعالة ومستدامة، والعمل بالتعاون مع مختلف الأطراف لتحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية.
ختاما، إن دور حزب العدالة والتنمية في تعزيز الثقة في العمل السياسي بعد انتخابات 2021 كان حاسمًا في إعادة بناء جسور التواصل مع المواطنين واستعادة جزء من الثقة المفقودة. من خلال مراجعة الذات، وتعزيز الشفافية، والتواصل الفعال، والاهتمام بالقضايا الجوهرية، والتفاعل مع المجتمع المدني، تمكن الحزب من تحقيق تقدم ملحوظ، ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو الاستمرار في هذا النهج ومواصلة العمل على تعزيز الثقة وتحقيق التنمية الشاملة في المغرب

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.