أصدرت شبيبة العدالة والتنمية نداءً لملتقاها الوطني الثامن عشر، توصل الموقع بنسخة منه، وذلك عقب انتهاء فعالياته التي امتدت طيلة الفترة ما بين 11 و 15 شتنبر الجاري ببوزنيقة، وفيما يلي نص النداء:
نداء الملتقى الوطني الثامن عشر لشبيبة العدالة والتنمية
بفضل الله ومنه أسدلت شبيبة العدالة والتنمية الستار على فعاليات الملتقى الوطني الثامن عشر المنظم تحت شعار “نضال شبابي مستمر من أجل قضايا الوطن والأمة”، طيلة الفترة الممتدة من 11 إلى 15 شتنبر الجاري ببوزنيقة، والذي عرف بعون الله وحسن توفيقه نجاحا كبيراً ساهم فيه كل المشاركين والمشاركات الذين رابطوا طيلة أيام هذا الحدث النضالي المهم للاستفادة مما أتاحه فضاءه من فرص للتكوين والنقاش والتداول والتعبير عن المواقف في القضايا الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي سبل الانتصار لقضايا الوطن والأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، كما ساهم في هذا النجاح عدد من المؤطرين والمتدخلين الذين أغنوا ندوات الملتقى بأفكار وطروحات ومقاربات كان لها أثر إيجابي في الارتقاء بمستوى النقاش والتأطير.
وقد شهد الملتقى بالإضافة إلى برنامجه الرئيسي أنشطة موازية قصد تنمية قدرات ومهارات الشباب في مُختلف المواضيع، فضلا على مساهمة المشاركين والمشاركات في حملة التبرع بالدم المنظمة على هامش الملتقى.
وبعد تجديد ترحمه على شهداء الحرب الصهيونية المجرمة في حق الشعب الفلسطيني، وعلى شهداء الفيضانات والسيول التي عرفتها بلادنا خلال الأيام الأخيرة، وبناءً على النقاش الذي عرفته مختلف فعالياته، فإن الملتقى الوطني الثامن عشر لشبيبة العدالة والتنمية يعلن عما يلي:
بخصوص القضية الفلسطينية:
1- وقوفه إجلالا وإكبارا لملحمة الصمود والثبات والاحتساب التي يسجلها أحرار وحرائر الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتشبثهم بأرضهم ورفضهم لخطة التهجير النازية رغم ما يلاقونه من تقتيل وحصار وتجويع، والتفافهم حول مقاومتهم بما أفشل كل مخططات الكيان الصهيوني المجرم في غزة وكل فلسطين، وتقديره عاليا لصمود الشعب الفلسطيني في القدس الشريف وفي الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر؛
2- تحيته لصمود المقاومة الفلسطينية الباسلة بمختلف فصائلها، الذين يسجلون بطولات يومية في مختلف العقد القتالية ويكبدون العدو الصهيوني الجبان أكبر الخسائر منذ استزراع نبتته الخبيثة على أرض فلسطين، نيابة عن عموم الأمة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وفي صد وإفشال المخططات الخبيثة للكيان الصهيوني وكل الخطوات العملية التي اتخذها لتهويد القدس الشريف؛
3- إدانته للتواطؤ الدولي الجبان مع جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها آلة الإرهاب الصهيونية بأسلحة أمريكية ضد إخواننا في غزة، وشجبهم للخذلان والهوان الرسمي العربي والاسلامي الذي يقف مكتوف الأيدي أمام جرائم ترتكب ضد إخوانهم على مرأى ومسمع منهم، ودعوته بلادنا إلى الإغلاق الرسمي لمكتب الاتصال الصهيوني بالمغرب وإلى إيقاف وإلغاء كل اتفاق معه.
4- تأكيده على المواقف المبدئية والثابتة لشبيبة العدالة والتنمية في دعم نضالات وكفاح الشعب الفلسطيني دفاعا عن أرضه المغتصبة، وفي الاصطفاف إلى جانب المقاومة الفلسطينية الباسلة، باعتبارها خيارا وحيدا وحاسما وفعالا لاستعادة الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ولتحرير الأراضي المقدسة من الاحتلال الصهيوني وإقامة دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس الشريف.
التدبير الحكومي
5- تنبيهه إلى خطورة ما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ببلادنا والتي تؤسس لحالة النفور وعدم الاهتمام المطلق لعدد كبير من قوى المجتمع، وفي مقدمتهم فئة الشباب، بالسياسة والحياة السياسية والمشاركة في الشأن العام، وهو العزوف الذي من شأنه المس بمنسوب الثقة في مؤسسات الدولة وفي قدرتها على معالجة الإشكالات والتحديات التي تواجه المواطنين والمواطنات وعلى رأسهم الشباب.
6- تنبيهه إلى مخاطر هيمنة الريع والفساد والاحتكار والتواطؤ وكل مظاهر تنزيل وصفة زواج المال بالسلطة الذي تكرس بفعل الإرادة التي دبرت انتخابات 8 شتنبر منقوصة المصداقية والنزاهة، والتي أنتجت حكومة تقنية فاقدة للسند الشعبي، منفصلة عن همومه، وهي الحكومة التي لا يمكن بحال التعويل عليها لمواجهة التحديات المطروحة على البلاد، وهو ما يفسر تصاعد مشاعر التذمر والحنق الشعبي اتجاه التدبير والقرار العموميين، وفقدان المجتمع والشباب على وجه الخصوص للأمل والثقة في المستقبل.
7- تسجيله بأسف شديد أن ما عرفته مدينة الفنيدق في ما سمي “الهروب الجماعي الكبير”، من محاولة جماعية للهجرة السرية إلى مدينة سبتة المحتلة، هو نتيجة طبيعية ومباشرة لفشل الحكومة في تدبير الشأن العام، ودعوته لها بالعمل بجدية لتبني سياسات فعالة وشاملة للتصدي لأسباب الهجرة السرية، من خلال توفير فرص شغل حقيقية للشباب، ودعم البرامج التنموية التي تركز على خلق بيئة اقتصادية تتيح للشباب فرص العيش الكريم داخل وطنهم.
8- تنبيهه الحكومة إلى تبعات فشلها في الوفاء بالتزاماتها بخصوص ملف التشغيل، حيث فاقت نسبة البطالة 13 في المائة، وفاق عدد العاطلين مليون و600 ألف، وبلغ عدد الذين فاقدي 157 ألفا خلال سنة 2023 فقط.
9- استهجانه للأسلوب الحكومي في صناعة وتدبير الأزمات القائم على القرارات العشوائية وعلى التصعيد في تنزيلها، في الوقت الذي يفترض في الحكومات حل الأزمات لا إذكاؤها، كما هو الحال في التعامل مع رجال التعليم في السنة الماضية، ومع طلبة الطب والصيدلة هذه السنة، حيث أن مصير أزيد من 25.000 طالبا لايزال مجهولاً، ويحمل رئيس الحكومة ومعه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المسؤولية المباشرة عن هذه الأزمة واستمرارها، وتطالبهم بالتوقف عن لغة التصعيد والتشكيك، والاستجابة للمطالب المعقولة للطلبة المعنيين.
10- تنديده مرة أخرى بتصميم الحكومة على تسقيف سن الولوج إلى مباريات التعليم في 30 سنة، بما يحرم آلاف الشباب المغربي من حقهم في اجتياز الحصول على الشغل وفق مبدإ الاستحقاق.
11- تنبيهه إلى خطورة هيمنة الحزبية والزبونية والمحسوبية وعلاقات الصداقة والعائلة وغيرها على تدبير المباريات في عدد من قطاعات حكومة الثامن شتنبر، سواء تعلق الأمر بمباريات ولوج الوظيفة العمومية، أو على مستوى التعيين في مناصب المسؤولية والمناصب العليا في هذه القطاعات، وهي المقاربة التي تحرم الشباب المغربي من الولوج العادل والمنصف للوظائف والمناصب العمومية والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على ثقة المجتمع والشباب على وجه الخصوص في المؤسسات وفي القرارات الصادرة عنها، كما وقع خلال مباراة ولوج مهنة المحاماة وغيرها…
12- استنكاره للموقف غير المسؤول لوزير الشباب والثقافة والتواصل في تعامله مع تنظيم الجامعات الشبابية وفي مقدمتها الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية واعتباره أنه في الوقت الذي تتظافر كل الظروف والمعطيات لدفع الشباب المغربي نحو اليأس والعدمية، كان على هذا الأخير تحمل المسؤولية السياسية، والترفع عن الحسابات الحزبية الضيقة وتوجهاته التحكمية التي أدت إلى حرمان آلاف الشباب المغربي من التأطير السياسي والفكري.
13- تأكيده على الحاجة الماسة لبلادنا إلى سياسيين مناضلين ورجالات دولة حقيقيين ينصتون إلى نبض المواطنين والمواطنات وتطلعاتهم ويضعونهم في أولوية اهتماماتهم، بما يساهم في تعزيز ثقة الشباب على وجه الخصوص في الدولة ومؤسساتها، ويساهم في استقرار بلادنا في فضاء إقليمي تطبعه الاضطرابات والتحولات.
على المستوى التنظيمي
14- إشادته بروح الإصرار والعزيمة والتحدي وبالجاهزية التنظيمية التي عبر عنها مناضلو ومناضلات الشبيبة خلال الملتقى، ما بعث بشارة أمل كبيرة، في أن الشبيبة قادرة على الاستمرار في ريادتها للعمل الشباب الوطني، وفي مواجهة كل مخططات إبعاد الشباب عن العمل السياسي وعن الاهتمام بقضايا الشأن العام وبقضايا الأمة.
15- دعوته مناضلي ومناضلات الشبيبة إلى تجديد العزم واستنهاض الهمم والتعبئة لتكون الشبيبة في مستوى الرهانات والتحديات التنظيمية والنضالية المطروحة عليها في المرحلة المقبلة، والاجتهاد في التأطير والتواصل مع الشباب المغربي، وطرح قضاياه وتطلعاته على جميع المستويات وفي جميع المؤسسات، والدفاع عن الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والمجالية.
الإمضاء
عادل الصغير
الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية