في الحاجة إلى برنامج وطني للطوارئ.. صدقي: الحكومة ومصالحها الخارجية فشلت في تدبير فيضانات طاطا

انتقد الباحث الأكاديمي ورئيس الرابطة المغربية للأمازيغية، سليمان صدقي، طريقة تدبير الحكومة لأزمة الفيضانات بأقاليم الجنوب والجنوب الشرقي، مشيرا إلى أنه قبل أيام أودت الفيضانات الأخيرة بحياة العشرات من المدنيين في وديان طاطا والراشيدية، في غياب للحكومة ومصالحها الخارجية في عملية تدبير أزمة الفيضانات قبل وأثناء وبعد.
وقال صدقي في تدوينة على صفحته بـ”فيسبوك”، تحت عنوان “مرة أخرى…الحكومة تفشل في تدبير أزمة الفيضانات بإقليم طاطا”، إنه كان على الحكومة قبل الفيضانات أن تقوم بإجلاء السكان المحيطين بالممرات المائية الخطرة ومنع حركة المرور على الطرق الخطرة، وأثناء الفيضانات أن تقوم بوضع كل إمكانيات الدولة في أهبة الاستعداد لمواجهة نداءات الاستغاثة، وبعد الفيضانات بالتدخل العاجل لإيواء الضحايا وجبر ضررهم وإصلاح البنيات التحتية.
وأشار رئيس الرابطة المغربية للأمازيغية، في هذا الصدد، إلى الحافلة التي جرفته مياه سيول الوديان، وقال “يحدث هذا في غياب أي تواصل اعلامي حكومي (نشرة خاصة، بلاغ…)، لتوضيح الصورة وتهدئة روع المواطنين، فيما تبقى الإشاعات المصدر الرئيس للخبر، وما يتناقله أبناء المنطقة على منصات التواصل الاجتماعي بشكل آني…”.
وتابع ” مع الأسف لا تزال قنوات الإعلام العمومي المجمد مصرة على بث الأغاني والأفلام المدبلجة، في حين نظيرتها في الحكومات التي تحترم نفسها، يسارع إعلامها العمومي لبث نشرات تحذيرية ونشر القصاصات الإخبارية العاجلة لتهدئة روع المواطنين وإطلاق خدمة البث الحي من عين المكان…”؟
واستطرد صدقي أنه “أمام هذا الوضع المأساوي الذي يتحمل فيه مالك الحافلة وسائقها المسؤولية إلى جانب الحكومة وأجهزتها المختلفة، نتساءل جميعا عن السبب خلف تأخر عمليات الإنقاذ الآني للأحياء المحاصرين على سقف حافلة سريع باني!”.
ووصف الباحث ذاته، تدبير الحكومة لهذه الأزمة الصغيرة بالكارثي، وأضاف أنه أمام حالة العود وتكرار الأخطاء القاتلة والفشل الذريع لهذه الحكومة الفاشلة في كل شيء، يستدعي التذكير مرة أخرى بضرورة إعمال تفكير نقدي بناء أفقه وضع برنامج وطني للطوارئ ومواجهة وتدبير الأزمات والمخاطر على رأسها الكوارث الطبيعية، دون اغفال ترتيب المسؤوليات الجنائية والسياسية على المستهترين بحيوات الناس ومقدراتهم والمتلاعبين بمستقبل البلد وأمنه واستقراره.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.