[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

“ما لم يقله ابن خلدون”.. إصدار جديد للمفكر المغربي كمال القصير “لتشريح العمران البشري”

وصدر حديثا عن مركز مدارات للأبحاث والنشر بالقاهرة كتاب جديد للباحث المغربي، الدكتور كمال القصير بعنوان “ما لم يقله ابن خلدون: قانون الفراغ في تفسير قيام الدول والجماعات وانهيارها”، ويعالج هذا الكتاب الوجه الآخر لـ”قانون العصبية” المتمثل في ما سمَّاه “قانون الفراغ”.
وصرح الدكتور القصير للجزيرة نت، بإنه لا يريد من كتابه هذا “شرح أعمال ابن خلدون أو تفسيرها أو نقدها، لكنني أذكر ما لاحظت أنه لم يذكره، أو طاف حوله دون أن يفصح عنه”، وإنه يسعى “إلى إكمال ما أنجزه ابن خلدون، وبخاصة ما يتعلق بمفهوم العصبية، ودورها في قيام الدول والجماعات وسقوطها؛ فهو لم يتخيل -وجيله من المؤرخين- أن الدول قد تقوم من دون دعوة دينية أو صيغة قَبَلية، كما هو حال زماننا”.
ويضيف أن “قانون العصبية لا يصبح فاعلًا بغير وجود دينامية الفراغ، حيث تنمو العصبية ضمن تفاعلاته. لم يجعل ابن خلدون لقانون الفراغ بناء نظريًّا قائما، لكنه استخدم مقتضياته، دون الارتقاء به إلى مستوى قانون العصبية ودرجته؛ لذا، فإن هذا القانون (أي قانون الفراغ) سيضيء المساحة الرمادية للبناء الخلدوني”.
ويعتبر المفكر المغربي كتابه الجديد “جوابا على حالة التراخي المحزنة في الثقافة العربية والإسلامية في ميدان الاجتماع والتاريخ. ومن خلال طريقة بناء عناصر قانون الفراغ، يقول الكتاب للمفكرين والسياسيين والجماعات إن هذا القانون أساسي في فهم ما يحدث من تحولات لهم وللعالم. وعلى الجميع أن يتعامل مع لحظات الفراغ في التاريخ لمغادرتها لاحقا بنموذج جديد يصلح للمنطقة”.
وأشار إلى أن ابن خلدون “اهتمّ بالأسباب المادية المشاهَدة الصلبة لقيام الدول وسقوطها؛ من الترف، والعصبية القبلية، وعوامل الطبيعة مثل الطواعين التي تُفرغ العمران من البشر. لكنه لم يقف على كثير ممّا خفي من العلل غير المادية، التي تمهّد للصعود من جهة، أو تؤدي إلى السقوط من جهة أخرى. وهنا يأتي دور قانون الفراغ، ليمثل العلة الخفيّة لكثير من التحولات التي تمسّ الدول والجماعات”.
ويوضح أستاذ الفكر الإسلامي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن من بين العناصر الأساسية لقانون الفراغ هو مفهوم التوحش، الذي فصله ابن خلدون ضمن حدود معينة. “وهنا أشير إلى كتاب “إدارة التوحش” الذي أصدره تنظيم القاعدة قبل عقود، والمقصود منه في فكر المجموعات العنيفة عموما هو البحث عن جغرافيا الفراغ التي يمكن فيها إقامة دولة جديدة، سواء في العراق في إحدى المراحل بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية، أو القاعدة في أفغانستان والمناطق الحدودية مع باكستان، أو المجموعات في صحراء ليبيا ومالي وفي أطراف سوريا، أو في أي وعاء جغرافي فارغ يظهر مستقبلا”.
ويضيف أننا إزاء منظومات تعمل وفق دينامية “الإفراغ” العنيفة في المنطقة، كما أوضحتُ بعض صيغها التاريخية في كتابي “ما لم يقله ابن خلدون”، وهي تقوم على إفراغ القديم وإحلال نموذجها السياسي والثقافي والبشري وتوطينه على حساب أولئك الذين يتم إلغاء وجودهم من الجغرافيا بالتدريج. وما يقع في فلسطين هو في صلب هذا القانون. أما ما يقوم به الفلسطينيون فهو استمرار مواجهة دينامية إفراغ وجودهم ومحتوياته باعتبارهم مكونا بشريا وسياسيا وثقافيا وتاريخيا في المنطقة.
لكي نفهم قانون الفراغ يكفي أن نتساءل عن الأيديولوجيات السائدة أو الأفكار الكبرى التي تؤطر المنطقة حاليا بعد نهاية الصيغة القومية واليسارية والإسلامية القديمة. نحن حقيقة في فراغ يمهد لقيام شيء جديد مستقبلا، وفق رأيه.
ويرى أن التشويش جزء من لحظة الفراغ، فهو قانون فيزيولوجي ونفسي واجتماعي يصيب الأفراد والجماعات، وينمو عند مواجهة التعقيدات المرتبطة بمحاولات تفسير تحولات الواقع بشكل صحيح، وتصور شكل المستقبل الذي يبدو غامضًا.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عاجل

مواعيد الجموع العامة الإقليمية لانتخاب مندوبي المؤتمر الوطني التاسع