فضيحة.. مهرجان المرأة بسلا يمنح تنويها لفيلم يروج لـ”لشذوذ الجنسي” وناقد سينمائي يدعو إلى عدم الرضوخ للضغوطات
منحت لجنة تحكيم المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا تنويها للفيلم الفرنسي “لغة أجنبية” للمخرجة الفرنسية كلير برجر، الذي يروج للشذوذ الجنسي بين فتاتين إحداهما من فرنسا والثانية من ألمانيا، وذلك خلال الإعلان عن جوائز الدورة الـ17 للمهرجان، وهو ما خلف استياء عارما لدى المتتبعين الذين اعتبروا الفيلم اعتداء على الهوية الدينية والقيم المغربية.
تعارض مع القيم
الناقد السينمائي مصطفى الطالب، قال إن المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا يعتبر أحد المهرجانات الرائدة في المشهد السينمائي المغربي خاصة وأنه يرفع شعار المرأة وقضاياها، لكن بعض الدورات عرفت عرض بعض الأفلام الدولية المشاركة في المسابقة الرسمية التي تثير حفيظة الجمهور نظرا إما لمشاهدها “الجريئة” أو لتعارضها مع قيم المجتمع المغربي، كما وقع في هذه الدورة 17 مع فيلم “لغة أجنبية” الذي يشيد بـ”المثلية” بين فتاتين والذي اضطرت معه إدارة المهرجان أن تستعمل المقص خلال عرضه.
وأكد أن إدارة المهرجان بهذا التصرف وضعت نفسها في حرج مع الجمهور المغربي الذي له هويته الدينية والاجتماعية التي تتعارض مع هذه الانحرافات السلوكية والجنسية، ومع القانون أيضا الذي يجرم الشذوذ الجنسي ومع الدستور الذي يقر بحرية الإبداع في نطاقها المسموح بها، والذي لا يقر بمثل هذه القيم التي تهدم الفطرة الإنسانية والأسرة والمجتمع وتخضع لسطوة لوبيات وأجندات لا يهمها مصير البشرية.
إشادة بالشذوذ الجنسي
واعتبر الناقد السينمائي في تصريح لـpjd.ma، أنه يمكن التطرق “للمثلية الجنسية” سينمائيا لكن برؤية تصحيحية وسليمة تنطلق من قيمنا والقيم الإنسانية الأصيلة، ” فحتى في المجتمعات الغربية هناك العديد من فعاليات المجتمع المدني والديني التي تعلن عن رفضها للشذوذ الجنسي وترويجه بين الأطفال والشباب وفي المجتمع”، متسائلا “فهل في أسرنا من يقبل أن يرى ابنه أو ابنته يمارس عليهما الشذوذ باسم الحرية الجنسية؟ هل منا من يقبل أن يرى طفلا يمارس عليه الشذوذ باسم الحرية الجنسية؟ هذا اغتصاب لهم جميعا ويشكل تهديدا لسلامتهم الجسدية والنفسية”.
وأكد أنه إذا كان التنويه لا يعني منح جائزة فإن رمزيته أقوى ويعكس رغبة اللجنة في منحه جائزة بمعنى أن اللجنة تشيد بالشذوذ الجنسي، قائلا “إذا تمت الإشادة بفيلم “لغة أجنبية” فلن نستغرب إذا علمنا أن رئيسة لجنة التحكيم لهذه السنة أخرجت فيلما يروج للمثلية الجنسية وأثار استياء كبيرا في المجتمع المغربي، إضافة إلى أنه لم يلق أي نجاح في القاعات السينمائية”.
هجر السينما
وأوضح أن مثل هذه الأفلام هي التي تجعل الجمهور المغربي يهجر القاعات السينمائية وقد وقفنا بأنفسنا على ذلك، فضلا عن المستوى الفني المتواضع للعديد من الأفلام المغربية التي لا تمت بصلة لهوية المغاربة وواقعهم وتطلعاتهم، بل بعض الأفلام المغربية اتخذت استفزاز الجمهور والتطرق للممنوع (الشذوذ الجنسي أو الخنوثة) طريقا للوصول للشهرة والربح المادي.
وتسائل قائلا “ثم إن المهرجان يرفع شعار المرأة وقضاياها، فأين قضية المرأة في فيلم “لغة أجنبية”؟”، قبل أن يستدرك “هذا لا يعني أن المهرجان لا يعرض أفلاما متميزة وذات بعد إنساني فالفيلم الفلندي الحائز على الجائزة الكبرى جد متميز فنيا وموضوعاتيا”.
وخلص إلى التأكيد على أن إدارة المهرجان والجمعية المنظمة جمعية أبي رقراق العريقة والأصيلة، أن تنتبه لمثل هذه الأفلام التي لا تخدمها في شيء وألا ترضخ للضغوطات الخارجية الدولية إذا كانت هناك بالفعل ضغوطات، مردفا “فلا توجد حرية مطلقة باسم الفن ولا شيء يعلو فوق دستور البلاد، وكما أن السينمائي المبدع مسؤول عن إبداعه فكذلك منظم المهرجان الذي يسعى لنشر الثقافة السينمائية مسؤول عن برمجته أمام المجتمع الذي يمكن أن يحاسبه في أي وقت.