انتقد النقيب عبد الرحيم الجامعي، استثمار رئيس الحكومة عزيز أخنوش في الصمت والإهمال إزاء توالي التوقفات والإضرابات التي تعرفها قطاعات حيوية ومصيرية في حياة مجتمعنا وبلدنا.
وقال النقيب الجامعي في رسالة وجهها لأخنوش، إن الحكومة هي في موقف متخاذل يتقلب ما بين احتقار انشغالات موظفين وبين الحيرة التي فضحت عجزها على مقدرتها الإسراع بتقديم جواب حقيقي وإيجاد الحلول المستعجلة والملحة والحاسمة، للنظر في مطالب موظفي وموظفات العدل والتعليم والصحة وغيرها، ومطالب المحاميات والمحامين وغيرهم من مساعدي القضاء..
وتساءل النقيب الجامعي، “ماذا يعني في بلد مثل المغرب وفي وضع تتكاثر فيه الأزمات الطبيعية والمناخية والاقتصادية والمائية وغيرها أن تتفجر أوضاع أكبر وأخطر القطاعات الاستراتيجية وأنتم عن كل هذه الأوضاع غافلون ومصممون على أن تسير الرياح نحو تقلبات ضاربة؟”.
وانتقد عجز الحكومة بكل أحزابها وبعد شهور طويلة من الشلل عن إخراج عبقريتها التي تخلق الاطمئنان وترجع الحياة لهذه المرافق الحيوية وتقدم الحلول التي يتوقف معها الانهيار الذي وصلت إليه حالة المرافق المعنية، وكذا فشلها في الاختيارات السياسية، والتي أكدها الاختناق والاحتجاجات لدرجة أصبح واقعها يهدد وجود ومستقبل المغاربة.
ودعا النقيب الجامعي أخنوش تفسير غياب حكومته خارج واقع مشتعل بنيران موقدة كانت اختيارات الحكومة خطبها، وكأنها تتولى السلطة في بلد في وسط البحر الهندي أو الباسفيكي، أو أنها أنهت مهمتها بالزيادة في المواد الغذائية والزيادة في الضرائب ورفع الرسوم في عدد لا يحصى من الحاجيات وأغلقت آذانها وعيونها.
وأردف مخاطبا أخنوش: إلى أين تسيرون بالمغرب وبالمغاربة؟ ومن أجل من أنتم في كراسي المسؤولية إن كانت الأوضاع العامة تتدهور وكان المغاربة في سلة المهملات تحت أقدام الحكومة، تحتقرهم ولا تولونهم ولمطالبهم ولفئات الموظفات والموظفين في القطاعات الثلاثة آية عناية؟
وتابع: “هل أنتم مغاربة أم أعداء المغاربة؟ وكيف لكم أن تتصرفوا كالأجانب في المغرب لا تعنيكم راحة المغاربة ولا همومهم وتنظرون للبلد كالبقر الحلوب الذي أغدق عليكم كل ما يعجبكم وما يريحكم من قدسية وحماية ومناعة ومراتب ومناصب وأموالا وثروات بكل العملات؟”.
وانتقد النقيب الجامعي عدم تواصل أخنوش مع المغاربة والرأي العام ومكونات المجتمع ومنظماته المدنية، ليثق في سياسته وفي حكومته كما يفعل نظراؤه في الدول التي تحترم مواطنيها.
ودعا النقيب الجامعي أخنوش إلى انتظار حكم التاريخ، لأنه وحكومته يكسرون ركائز مجتمع صبر ولا زال صابرا على فشل الحكومة، وعلى مفهومها الخاص بمصالحة المغاربة، قائلا إن الحكومة تضع المغرب في قفص الاتهام أمام المجتمع الدولي وتتسبب في الضربات التي يتحملها المغرب والمغاربة نتيجة التردد والتوقف والفساد المالي والإداري الذي انتشر وشاع في عهد هذه الحكومة.
وخلص النقيب إلى القول: “إن كانت حكومتكم مكونة من سياح أجانب فسيروا للسياحة وللسهرات فأنتم الطلقاء، وإن كنتم بحق تتحملون مسؤولية قيادة الشأن العام فقدموا استقالتكم الجماعية وهذا حل سياسي عاجل قد يكون منقذا لكم، وإن كانت حكومتكم مصرة على سياستها فالوضع يتطلب تدخل رئاسة النيابة العامة لتتحمل مسؤوليتها لحماية المجتمع من المخاطر ومن الانهيار، لأن هذا دورها وواجبها الدستوري، وعليها أن تأمر بفتح تحقيق ضد حكومتكم من أجل المس بسلامة المجتمع وأمنه الاداري والاقتصادي وبسلامة المواطنين وبحقوق فئات الموظفين والموظفات في قطاعات العدل والصحة والتعليم، ومن أجل الإخلال بالطمأنينة العامة و بالنظام العام، من أجل المس بسمعة المغرب إقليميا ودوليا… فأي مصير تختارون؟”.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا