استخدم جنود الاحتلال الإسرائيلي الأسرى الفلسطينيين في قطاع غزة كدروع بشرية وأرسلوهم إلى بيوت لم تفتش وأنفاق تابعة للمقاومة، في خرق واضح لميثاق جنيف لعام 1949 الذي يحظر استخدام الدروع البشرية.
وبحسب تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية، قال الفلسطيني رامز الاسكافي، إن الجنود الإسرائيليين فصلوه عن عائلته بعدما حرقوا بيته في غزة، وكان في ذهنهم مهمة محددة له، وعلى مدى 11 يوما من يونيو، قال الفلسطيني البالغ من العمر 30 عاما إنه أُرسل من بيت إلى آخر في الحي الذي يقيم فيه بالشجاعية وتحت رقابة جنود إسرائيليين.
وبحسب رواية الاسكافي، فقد حوله الجنود إلى درع بشري ضد المفخخات والمسلحين من عناصر المقاومة، وقال: “حاولت مقاومة طلباتهم ولكنهم بدأوا بضربي وأخبرني ضابط ألا خيار لدي وأنه يجب عمل ما يطلب مني” و”أخبرني أن عملي هو البحث في البيوت وتقديم معلومات عن أصحابها. وبعد ضغوط شديدة لم يكن لدي أي خيار”.
وأضاف: “في اليوم التالي، طلب مني مرافقة دورية للجنود الإسرائيليين وكنت خائفا جدا لأن دبابة كانت أمامي والطائرات من فوقي، عندما لاحظوا الجنود المشرفون عليه خوفي أكدوا لي أنهم يعرفون أنك معنا”.
ويعتبر الإسكافي واحدا من ثلاثة فلسطينيين قابلتهم “الغارديان” قالوا إن وحدات إسرائيلية استخدمتهم وأرسلوا إلى بيوت غير مسكونة وأنفاق.
وقال الإسكافي إنه أجبر في أكثر من مرة وأثناء فترة اعتقاله على حمل مسيرة مروحية صغيرة مزودة بكاميرا إلى البيوت التي يتم تفتيشها حتى يتمكن الجنود من رؤية ما بداخلها، مضيفا: “وعندما انتهيت من تصوير البيوت من الداخل وخرجت، دخلوا وبدأوا بتدميره”.
وأضاف: “في كل يوم وبعد أن ينتهوا مني كانوا يقيدون يدي ويعصبون عيني، وكانوا يزيلون القيد عندما يقدمون الطعام لي أو عندما كان يسمح لي بدخول الحمام”، وتابع قائلا إنه وفي “اليوم السادس الذي استخدم فيه لتفتيش البيوت في حي الشجاعية تعرض الجنود لنيران مقاتل من حماس، مما أدى إلى مواجهة وإطلاق نار استمر حتى المساء وخلال كل هذا استخدموني كدرع بشري، وكنت في الوسط، وقالوا لمقاتل من المقاومة: سلم نفسك وإلا قتلنا هذا المدني”.
ونجح الجنود في النهاية بقتل المقاتل الوحيد، وأجبر الإسكافي على دخول البيت وتصوير المقاتل الذي كان يطلق النار من موقع قناص وتصوير جثته بهاتف نقال.
وأكد الإسكافي أن وحدة الجيش كانت غاضبة منه لأن القناص كان في بيت فتشه في البداية واتهموه بمساعدة المسلح، بينما أقسم الإسكافي أن المسلح لم يكن موجودا عندما فتش المكان، لكن احتجاجه لم يمنع من تعرضه للضرب، ولم يتوقف إلا بعد أربعة أيام من التحقيق حيث أحضر له ضابط بارز صحن أرز وأكد له أن روايته صحيحة.
وأخبره نفس الضابط أن العمليات العسكرية في الشجاعية تقترب من النهاية ولا حاجة إليه بعد ذلك، وفي اليوم الحادي عشر من اعتقاله فكت قيوده وأعطي كيسا يحتوي على الطعام والماء وطلب منه الذهاب إلى بيته.
واشتكى الإسكافي للجنود بأنه متعب ولا يستطيع حمل الكيس الثقيل، لكنهم قالوا إن الكيس هو الذي سيُميز أنه عمل مع الجيش ولن يتم استهدافه وهو في طريقه لعائلته في الشجاعية.
ومن جانبه، قال إسماعيل الصوالحي، 30 عاما من مخيم جباليا، إنهم أخذوا في مهمة إلى بيت ووضعوهم في المقدمة ويطلبون منهم الدخول للبيت وبعدما يتركونه يفجرونه وراءهم، واعتقل الصوالحي في كرم أبو سالم في جنوب غزة خلال يونيو واستخدم كدرع بشري لتفتيش البيوت في رفح ولمدة 12 يوما.
وقال أبو سعيد من بيت لاهيا إنه اعتقل في فبراير واستخدم كدرع بشري لمدة 4 ساعات، وأوضح أن الجنود وضعوا في يده جهاز “جي بي أس” وقالوا له إنه لو حاول الهرب فإنهم سيطلقون النار عليه “وسنعرف أين ستكون”.
وقد طلب منه الدق على أربعة أبواب وباب مدرستين والطلب من الناس الخروج، النساء والأطفال أولا ثم الرجال، وفي واحدة من المدارس كان الوضع خطيرا، ويقول: “صرخت على الجميع لمغادرة المدرسة بهدوء، ولكن في تلك اللحظة كان هناك إطلاق نيران كثيف من الجيش الإسرائيلي، واعتقدت أنني سأموت”.
وفي نهاية اليوم أزيل جهاز التتبع وأعطي راية بيضاء لترك المنطقة، وقال أبو سعيد: “لو لم تفعل ما يريدون منك فإنهم يقتلونك بلا تردد”.