حميد بحكاك يكتب: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 هل تعيد ترامب إلى البيت الأبيض
د.حميد بحكاك*
مقدمة
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء الانتخابات الرئاسية في 5 نونبر 2024، ويجري التنافس بين مرشحة الحزب الديمقراطي كمالا هاريس، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي الحالي المنتهية ولايته جو بايدن من سباق الرئاسة، ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، و سيتم انتخاب في آن واحد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ونائبه، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، وكل أعضاء مجلس النواب الـ 435، و35 مقعدًا في مجلس الشيوخ، و36 منصبًا لحكام الولايات، إضافةً إلى أغلبية مقاعد مجالس النواب الخاصة بالولايات، ورؤساء بلديات مدن أمريكية كثيرة(1) .
وتجري الانتخابات الرئاسية كل أربع سنوات عبر الاقتراع العام الغير المباشر. فما هي رهانات هذه الانتخابات وسياقها وانتظاراتها.
النظام الانتخابي الرئاسي الأمريكي
حسب الدستور الأمريكي، يحق لأي مواطن أمريكي وُلد في الولايات المتحدة، ويبلغ من العمر 35 عامًا على الأقل، ويقيم في البلاد لمدة لا تقل عن 14 الترشح للانتخابات الرئاسية.
ويتسم النظام الانتخابي الرئاسي الأمريكي بالتركيب والتعقيد، فهي انتخابات محلية وفيدرالية وطنية في آن واحد، فكل حزب يجري انتخابات داخلية محلية في بداية السنة تسمى “الانتخابات التمهيدية”، تُتوّج بمؤتمر وطني لاختيار مرشح الرئاسة، لتبدأ الحملة الانتخابية، ثم انتخابات أعضاء المجمع الانتخابي (الذي يتكون من 538 مندوب يمثلون كل الولايات الأمريكية الخمسين (يطلق عليهم “الناخبون الكبار” الذين سينتخبون الرئيس المقبل. وللفوز في هذه الانتخابات في المجمع الانتخابي ينبغي الحصول على 270 صوت على الأقل للوصول إلى البيت الأبيض، ويتراوح عدد ممثلي الولايات حسب عدد سكان كل ولاية، فمثلا ولاية كاليفورنيا لديها أكبر عدد من الناخبين – 55 (53 نائب لمجلس النواب و2 لمجلس الشيوخ )– بينما ولايات كوايومنغ، وألاسكا، وداكوتا الشمالية (وواشنطن العاصمة) لديها الحد الأدنى وهو ثلاثة(2).
بالإضافة إلى منتخبي مجلس النواب هناك ممثلين اثنين عن كل ولاية فيما يخص منتخبي مجلس الشيوخ، ويتم تحديد عدد مندوبي الولايات بعد الإحصاء السكاني كل عشر سنوات، وتعد هذه الانتخابات الرئاسية 60 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية لاختيار الرئيس 47.
وإذا كانت القاعدة العامة في الانتخابات أن من يحصل على أغلبية الأصوات يفوز في الانتخابات، ففي الحالة الأمريكية من يفوز في المجمع الانتخابي هو من يفوز بالرئاسة ولو لم يحصل على أغلبية الأصوات على الصعيد الوطني والفيدرالي، إذ يتم انتخاب الرئيس عبر اقتراع عام غير مباشر، وحدث هذا خمس مرات في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية آخرها انتخابات 2016، كان لدى دونالد ترامب حوالي ثلاثة ملايين صوت أقل من هيلاري كلينتون، لكنه فاز بالرئاسة لأن المجمع الانتخابي منح له الأغلبية (3) .
ويهيمن مرشحو الحزبان الجمهوري والديمقراطي على الانتخابات الرئاسية مع وجود مرشحين مستقلين للرئاسة كما هو الأمر في هذه الانتخابات إذ يوجد مرشحين مستقلين، ك “جيل ستاين”، مرشحة الحزب الأخضر للانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي يُختصر شعارها في ثلاث كلمات “الشعب، الكوكب، السلام”، “كورنيلي وست”، وتشيس أوليفر من الحزب الليبرالي وراندي تيري من حزب الدستور، و روبرت كينيدي جونيور، المستقل الذي يدعم ترامب.(4)
التأثير العالمي للانتخابات الأمريكية
للانتخابات الأمريكية موقع ووقع خاص في خريطة الانتخابات التي تجري في دول العالم من حيث الإشعاع والتأثير، باعتبار الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى ودولة مؤثرة على الصعيد الدولي، ولهذا تحظى انتخاباتها باهتمام عالمي وأحيانا اصطفاف انتخابي دولي بين المرشحين، بين مؤيد ومعارض لأحد المرشحين الديمقراطي والجمهوري، خارج أمريكا، وأحيانا تُتهم دول بالتدخل في الانتخابات الأمريكية والتأثير على الناخبين خصوصا روسيا والصين وإيران(5 ) كما أن أوروبا متوجسة من عودة دونالد ترامب بسبب تصريحاته حول الناتو، وحول موقفه من حرب أوكرانيا، والانتخابات الأمريكية لها تأثير فيما يحدث في غزة وفلسطين والشرق الأوسط عموما، باعتبار أن أمريكا “وسيط” في المفاوضات بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وحكومة نتانياهو الذي يٌتهم بإطالة الحرب والمفاوضات لاحتمال فوز دونالد ترامب المؤيد الأكثر لإسرائيل (في مناظرته مع جو بايدن اتهم ترامب هذا الأخير بأنه فلسطيني ،كما اتهم كامالا هاريس بانها تكره إسرائيل ) بالإضافة إلى قضايا دولية، كقضية التحول المناخي والحفاظ على البيئة، وبالتالي فالانتخابات الأمريكية ذات تأثير عالمي خصوصا في المناطق الساخنة وبؤر التوتر والقضايا الدولية.
حتى الأحداث الداخلية المرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بين بايدن وترامب وما أعقبها من هجوم على الكابيتول من قبل أنصار ترامب في 6 يناير 2021 ، نفس السيناريو سيتكرر بتاريخ 8 يناير 2023 في دولة مجاورة للولايات المتحدة الأمريكية وهي البرازيل، إذ احتل اليمين من أنصار رئيس البرلمان البرازيلي السابق جايير بولسونارو Jair Bolsonaro مقر الرئاسة ومبنى الكونغرس بالإضافة عن بناية المحكمة العليا، ودعوا إلى تدخل الجيش، كما لم يحضر الرئيس المنهزم حفل تنصيب الرئيس المنتخب “لولا” لأنه لا يعترف بانتصار هذا الأخير وهو ما فعله الرئيس الأمريكي ترامب اتجاه فوز جو بايدن(6).
السياق الداخلي والخارجي للانتخابات الرئاسية
تجري هذه الانتخابات في سياق داخلي يتسم بالاستقطاب والانقسامات الداخلية حول مجموعة من القضايا الداخلية التي تهم الناخب الأمريكي بشكل أساسي، منها الهجرة التي عرفت مواجهة بين إدارة بايدن وحاكم ولاية تكساس بسبب تدفق المهاجرين من المكسيك مما أدى إلى ظهور حركة انفصالية داخل الولاية، وهناك قضية الإجهاض، خصوصا بعد قرار المحكمة العليا حول الإجهاض إذ تركت الأمر للولايات تقرر في هذه القضية، يضاف إلى هذا التظاهرات الطلابية في أكثر من 100 جامعة أمريكية ضد ما يجري في غزة من حرب إبادة في حق الفلسطينيين، مما خلق انقساما داخل الحزب الديمقراطي خصوصا الشبيبة الحزبية المطالبة بوقف إطلاق النار والمؤيدة للفلسطينيين، وهناك قضية استعمال السلاح في الولايات المتحدة الأمريكية والمطالبة بمزيد من التقنين والتشديد في بيعه، لما يسببه من عنف وجريمة متصاعدة وقتل جماعي داخل المدارس، هذا السلاح المنفلت طال هذ المرة حتى المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي تعرض لمحاولتي اغتيال(7).
وعلى الصعيد الخارجي تجري هذه الانتخابات على وقع حروب، تشارك فيها الولايات المتحدة الأمريكي بشكل غير مباشر من خلال الدعم العسكري لإسرائيل وأو كرانيا، والمواجهة التجارية مع الصين، ومخاطر توسع مجموعة البريكسBRICS على النفوذ الأمريكي، هذه المجموعة التي انتقلت من خمس دول إلى عشرة دول مع مطلع سنة 2024، ومجموعة البريكس تعد التعبير الأوضح لصوت الجنوب ودول الجنوب الصاعدة وللتعددية القطبية الآخذة في التشكل كبديل للأحادية القطبية بقيادة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
وتتسم هذه الانتخابات بطبيعة خاصة واستثنائية، فهناك انسحاب الرئيس بايدن من سباق الرئاسة، وتعويضه بنائبته من أصول مهاجرة (فهل ستتكرر تجربة انتخاب الرئيس أوباما من أصول إفريقية)، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب يطمح للعودة إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات، ومتابع قضائيا بمجموعة من التهم تتعلق بالضرائب والمال وتهم تتعلق بالجنس وحيازة وثائق رسمية بالإضافة إلى ما حدث من تهديد للمؤسسات، حين اقتحم أتباعه البيت الأبيض بتاريخ 6 يناير 2021، ويتوفر على 70 مليون صوت (في انتخابات 2020) مما يجعله يعتبر نفسه فائزا في هذه الانتخابات ويعلن أن هذا النصر “سرق” منه ويتوعد بالانتقام، والجمهوريون يعتقدون أن نتائج الانتخابات التي كانت لصالحهم سرقت منهم، وترامب يرى نفسه ضحية لمؤامرة تقودها الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية إذ تعرض لمحاولة عزله مرتين فترة ولايته، ومحاولتي اغتياله مرتين أثناء الحملة الانتخابية الحالية، مما يجعل عودة ترامب لها طابع “انتقامي”.
المرشحة كمالا هاريس وهي ثاني امرأة تترشح، ومن أصول مهاجرة تخوض غمار الانتخابات الرئاسية بعد هيلاري كلنتون، مع نفس المنافس وهو دونالد ترامب، وتركز خطابها حول الخطر المحدق بالديمقراطية والحريات الفردية في حال نجاح دونالد ترامب، ودفاعها عن الحق في الإجهاض وهو مطلب نسائي للنساء المؤيدات لهذا المطلب، إذ هناك انقسام نسائي حول هذه المسألة داخل المجتمع الأمريكي، فهل سيدفع ترشح كمالا القاعدة الانتخابية النسائية إلى التصويت لها من طرف القاعدة الانتخابية النسائية.
الحملة الانتخابية ورهاناتها
بعد الانتخابات التمهيدية، وبعد اختيار المرشحين للرئاسة الأمريكية ونائبيهم وتزكيتهم في مؤتمر وطني لكلا الحزبين بدأت الحملة الانتخابية، عبر التجمعات والمناظرات والحوارات المتلفزة لاستمالة الناخبين، وجمع التبرعات، وعرفت هذه الحملة انسحاب الرئيس جو بايدن بعد مناظرته الشهيرة مع دونالد ترامب، وعوضته نائبته كمالا هاريس، ثم جاءت مناظرة 10 شتنبر في فيلادلفيا التي دامت 90 دقيقة، في هذه المناظرة تطرق المرشحان إلى مواضيع الهجرة والإجهاض والاقتصاد و الضرائب والتضخم على المستوى الداخلي، وعلى مستوى السياسة الخارجية (الحرب في غزة وأوكرانيا ) والعلاقة مع الصين، كما تبادلا التهم (تحدثت كامالا عن المتابعات القضائية لترامب في حين اتهم هذا الأخير كاملا بأنها تكره إسرائيل وانها ماركسية)، وخلَّفت هذه المناظرة انطباعات مختلفة وأثرت في استطلاعات الرأي لكلا المرشحين، وحاولت كامالا تعويض الضربة التي تلقاها جو بايدن في مناظرته مع ترامب في شهر يونيو، وهو ما نجحت فيه إذ ارتفعت نسبة نوايا التصويت لصالحها عقب المناظرة، مما دفع المرشح دونالد ترامب بعدم إجراء مناظرة أخرى.
وتخلل خطاب الحملة الانتخابية شيء من التهويل والتخوين والشيطنة والعنصرية والشعبوية بين المرشحين كما هو مألوف في الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية.
ويركز المرشحان في حملتهم الانتخابية على ما يصطلح عليه بالولايات المتأرجحة، أي الولايات التي تحدد مصير كل مرشح للوصول إلى البيت الأبيض، وهي سبع ولايات (أريزونا، جورجيا، ميشيغان، نيفادا، كارولاينا الشمالية، بنسلفانيا وويسكنسن) وتسمى هذه الولايات بالولايات المفتاحية التي تفتح الطريق نحو البيت الأبيض كما حدث في انتخابات سابقة8.
الانتخابات الرئاسية والقضية الفلسطينية
تجري هذه الانتخابات تزامنا مع ما يحدث في غزة منذ عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 وما تبعه من إبادة جماعية في حق المدنيين في غزة، وانطلاق مظاهرات شعبية منددة بالمجازر الإسرائيلية وامتدت إلى حرم الجامعات الأمريكية العريقة، مما شكل حرجا للإدارة الأمريكية باعتبارها الراعي الأول لــ “إسرائيل” ماليا وإعلاميا وعسكريا وديبلوماسيا بالفيتو في مجلس الأمن، وبالتالي أصبحت القضية الفلسطينية جزءا من الحملة الانتخابية الرئاسية لكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي ورغم أن الحزبين متفقان على حماية أمن” إسرائيل”، وحق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها، وقدمت الإدارة الديمقراطية الحالية مساعدات ووقفت إلى جانب” إسرائيل” منذ طوفان الأقصى، إلا أن هناك اختلافا في التفاصيل التي لا تؤثر على جوهر العلاقات بين أمريكا “إسرائيل” (أسلوب نتانياهو وحكومته، عدم حضور كامالا هاريس لكلمة نتانياهو في الكونغريس الأمريكي كموقف رمزي )، ورغم كل الدعم الذي قدمه جو بايدن “لإسرائيل”، اتهم دونالد ترامب هذا الأخير في مناظرته الشهيرة بأنه فلسطيني، وزايد ترامب على بايدن بتأييده لإسرائيل في هذه الحملة واتهم كامالا هاريس بأنها تكره “إسرائيل” في مناظرته معها، لكسب أصوات المسيحيين الإنجيليين واليهود المؤيدين لإسرائيل وضمان دعم اللوبي الصهيوني ومنظمة إيباك AIPAC، وإذا كان الجمهوريون يؤيدون “إسرائيل” لأسباب دينية وسياسية واستراتيجية، فإن الحزب الديمقراطي عرف تصدعا داخل شبيبته الحزبية التي لا تؤيد سياسة “إسرائيل” ومساندة للفلسطينيين مما يعد سابقة في تاريخ الحزب الديمقراطي، كما هددت الجالية العربية والمسلمة بعدم التصويت لبايدن خصوصا في ولاية ميشيكان حيث تقيم أكبر جالية عربية مسلمة، وباعتبار ولاية ميشيكان من الولايات المتأرجحة وقد التزم 100000 من العرب والمسلمين في هذه الولاية بعدم التصويت (حركة عدم التصويت) تحت شعار “غير ملتزم” كما حدث في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي(9) .
الخلاصة
خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية تبرز التناقضات العميقة داخل المجتمع الأمريكي إلى السطح، وصعود اليمين على المستوى العالمي يعمق هذه الانقسامات ويؤججها (كما حدث في انتخابات 2020) إذ كانت الولايات المتحدة الأمريكية على شفا حرب أهلية أو عنف داخلي، من خلال الهجوم على البيت الأبيض وانتقال المعركة الانتخابية من صناديق الاقتراع إلى الحشد الشعبي والجماهيري في الشارع، فهل ستعرف هذه الانتخابات نفس السيناريو بتداعياته، فعودة ترامب حسب بعض المراقبين تثير تخوفات دولية ذات طابع تجاري واقتصادي فيما يتعلق بالسياسة الحمائية والجمركية، وعسكرية فيما يخص الشرق الأوسط (فلسطين ولبنان وإيران وأوكراينا)، وعدم نجاحه يثير مخاوف داخلية لما حدث في انتخابات 2020 واحتلال الكابتول في 6 يناير 2021.
*باحث في القانون الدستوري وعلم السياسة
[email protected]
المراجع:
1-Élections de mi-mandat aux États-Unis : 6 raisons pour lesquelles le monde devrait s’intéresser à l’issue du scrutin https://www.bbc.com/afrique/monde-63373455
2- Elections américaines : Comment se déroule le choix du président
https://www.bbc.com/afrique/articles/cjjge299w55o
3- Elections américaines : Comment se déroule le choix du président
https://www.bbc.com/afrique/articles/cjjge299w55o
4- Élections américaines: face à Harris et Trump, qui sont les autres candidats à la présidentielle?
https://docs.google.com/document/d/1NCNUv7QJsLbB0EAUF9ESnyKGAQC5Q2k801E-d9ywyAI/edit?tab=t.0
5-Election présidentielle américaine : Washington accuse Moscou d’ingérence et annonce une série de mesures, dont la poursuite de responsables de RT
04 septembre 2024 https://rb.gy/nir54z
6- (“البولسونارية”… الوجه الظاهر لليمين المتطرف البرازيلي الذي قاد محاولة انقلاب فاشلة؟ https://rb.gy/88xdh 9
7-Nouvelle tentative d’assassinat Trump blâme Biden et Harris
https://www.lapresse.ca/elections-americaines/2024-09-16/nouvelle-tentative-d-assassinat/trump-blame-biden-et-harris.php
8- James FitzGerald: Sept États clés qui décideront des élections américaines de 2024
12 septembre 2024 ; https://www.bbc.com/afrique/articles/c5y81j1v3pgo
9- محمد المنشاوي : فوز لبايدن بطعم الهزيمة.. انتخابات ولاية ميشيغان تظهر قوة الناخبين العرب
https://www.aljazeera.net/politics/2024/2/28 /28/2/2024.