قال الأستاذ الجامعي سعيد صدقي، إن قضية الصحراء هي نتاج الحرب الباردة، والتي أثرت كثيرا على القضية على مستوى الاستقطاب والاصطفاف إلى هذا الجانب أو ذاك.
وذكر صدقي خلال ندوة علمية وطنية، حول موضوع “قضية الصحراء المغربية؛ تحديات ومهام المرحلة“، الخميس 31 أكتوبر 2024 بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية بالرباط، أن المغرب أقنع تدريجيا العديد من الدول بسحب الاعتراف بجبهة البوليساريو، وبالتالي زيادة عدد الدول التي تعترف بالوحدة الترابية للمملكة.
وأوضح أن مبادرة الحكم الذاتي المقدمة في 2007، شاهدة على أن الدبلوماسية المغربية دخلت في نَفسٍ جديد ما بعد تشكل النظام الدولي الجديد، وتعكس أن المغرب أخذ زمام المبادرة في هذه القضية عبر مقترحه للحكم الذاتي.
وأبرز صدقي أن حسن استثمار المغرب لمختلف التحولات الدولية، سَمح له بالتحرك بندية وحزم مع العديد من الدول من مثل الولايات المتحدة والسويد وألمانيا واسبانيا وفرنسا وغيرها في فترات مختلفة.
وشدد الأ ستاذ الجامعي أن المغرب حقق إنجازات ميدانية مهمة عبر التحكم في الجو أو عن بُعد شرق الجدار الدفاعي، ولم تعد الجبهة تنظم أنشطتها السياسية هناك، مبرزا أ هذا تم بتأييد ضمني من الحلفاء المغرب العرب والغربيين.
وبخصوص النظام الإقليمي الحالي، قال صدقي إنه يتسم بثنائية القطبية، وبالتنافس وغياب الثقة بين الجزائر والمغرب، مشيرا إلى أن قضية الصحراء ليست سببا بل نتيجة، أسهمت في توسيع الهوة بين البلدين.
وأضاف، حيث سعت الجزائر إلى إبقاء هذه القضية مستمرة كحصاة في حذاء المغرب، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى أن تعيق تعزيز نفوذه وقوته في المنطقة.
وسجل المتحدث ذاته غياب منظمة إقليمية قوية تعالج الفوضى أو الاضطراب في المنطقة الإقليمية، ومع ذلك، نبه إلى أن المغرب مدعو دائما للحفاظ على توزان القوى مع الجارة الشرقية.
وبخصوص أفق حل القضية، قال صدقي إنه يمكن المزج بين سياسة اليد الممدودة التي تتكرر في الخطابات الملكية لإعادة بناء الثقة، والدبلوماسية الهجومية التي تمكن من توسيع ورفع عدد الدول التي تعترف بوحدة المغرب وتسحب اعترافها بجبهة البوليساريو، لجعل كلفة الانتصار للأطروحة الانفصالية مكلفة اقتصاديا وسياسيا.
واعتبر صدقي أن هذا هو المسار الأسلم لحل قضية الصحراء بشكل آمن، منبها إلى أن هذا قد لا يَحدث قريبا لكنه الأسلم للجميع على المدى البعيد.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا