[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

فاضلي يكتب: قطر وحماس وأمريكا وفرحة “كلنا إسرائيل”

علي فاضلي


بمجرد نشر تسريبات حول اغلاق مكتب حماس في قطر حتى سارعت جماعة “كلنا إسرائيل” للفرح والتعبير عن السعادة بل والشماتة، ما يعني أن التسريب فضح حقيقة جماعة المتصهينين من جماعة كلنا اسرائيل، وهي مسارعة تعني مدى العقدة التي تشكلها لهم حماس وتواجدها في قطر.
لكن وزارة الخارجية القطرية أصدرت بلاغا واضحا يكذب تلك التسريبات، بل إن البلاغ كان واضحا في رفض الابتزاز الذي تقوم به دولة الاحتلال واستغلالها للمفاوضات من أجل الاستمرار في جرائم الإبادة، وقد كان مطلب عديد من القوى المناصرة للمقاومة منذ مدة بإعلان قطر وقفها الوساطة بسبب استغلال الدولة المجرمة لها، وقد جاءت فضيحة تسريبات مكتب مجرم الحرب نتنياهو لتؤكد تلاعبه وتوظيفه للمفاوضات للاستمرار في حربه الإجرامية.
إن سبب مسارعة جماعة كلنا اسرائيل المتصهينة للشماتة والفرح بإشاعة إغلاق مكتب حماس هو الدور القطري المشرف منذ بداية العدوان وتسخيره للإعلام القطري القوي لدعم القضية وتشويه دولة الاحتلال على الصعيد الدولي، وتخصيص كل الوقت لفضح دولة الاحتلال، وهو ما كلف الإعلام القطري ضريبة الإغلاق والحصار من قبل دولة الاحتلال واغتيال صحافيي الجزيرة والتحريض عليها، بالإضافة إلى الموقف التاريخي في جنازة الشهيد اسماعيل هنية وحضور قادة قطر لجنازته ودفنه في مقبرة “المؤسس” المخصصة لدفن أعضاء العائلة الحاكمة منذ تأسيس الإمارة كتعبير رمزي مهم عن مكانة هنية.
معلوم أن قطر تعرضت لضغوط كبيرة جدا منذ 7 اكتوبر لطرد قادة حماس وتوظيف علاقاتها مع الحركة للضغط عليها للقبول بالشروط الأمريكية لوقف الحرب، وهو ما تسرب مرارا وتكرارا منذ 7 أكتوبر، بل إن هناك ضغوطا امريكية قوية من قبل مناصري دولة الاحتلال في الكونغرس الأمريكي لتحميل قطر جزءا من المسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر لاستضافتها قادة الحركة، خصوصا بعد مظاهر احتفاء قادة الحركة في قطر بذلك الهجوم، كما أن هناك دعوات لدفع قطر تعويضات مالية كبيرة “لضحايا” 7 أكتوبر، لكن قطر استمرت في دعمها للحركة والمقاومة وتخصيص اعلامها القوي بالكامل لنشر سردية المقاومة ومواجهة حملة التضليل الصهيونية.
لكن ما يجهله السذج والأغبياء من جماعة كلنا اسرائيل ان تواجد قادة حماس في قطر تم بضوء أخضر أمريكي، كما أن تواجد قيادة حماس بالدوحة لم يسبق أن شكل مشكلة في العلاقات البينية بين الدوحة واشنطن، بل لم يسبق للمسؤولين الأمريكيين في عهد الرئيس السابق “أوباما” أن طالبوا قطر بعدم استضافة أو طرد قادة حماس بعد خروجهم من دمشق؛ والأكثر من ذلك أن هذا الملف لم يشكل عائقا في تطوير العلاقات القطرية-الأمريكية خلال إدارة الرئيس” بوش الابن” الذي شكلت محاربة الإرهاب أولويتها القصوى؛ وهو ما يوحي بأن واشنطن لا مشكلة لديها في تواجد قادة الحركة بالدوحة، بل ربما يفضلون هذا السيناريو على سيناريو تواجد قادة حماس بدولة كإيران.
وفي عز الحصار الرباعي على قطر، وفي ظل وجود ترامب رئيسا وانحيازه لدولة الاحتلال إلا ان تواجد قادة الحركة في قطر لم يعتبر مشكلة في العلاقات بين إدارة ترامب وقطر بالرغم من انحيازه في بداية الحصار لموقف الدول المحاصرة التي كان من شروطها -ويا للعجب- طرد قادة حماس من قطر، ما يعني أن موقف جماعة كلنا اسرائيل ليس بالموقف الجديد من تواجد قادة حماس في قطر.
إن الأغبياء والسذج من جماعة كلنا اسرائيل لا يفهمون مثلا إن تواجد طالبان المصنفة ارهابيا جماعة ارهابية في امريكا في قطر هو بضوء أخضر أمريكي في سياق محاولة امريكا الخروج من المستنقع الأفغاني، لذلك كان لابد من وسيط مع الحركة، وهنا كانت قطر.
إن الاغبياء والسذج لا يعلمون أن طالبان أمريكا هي أخطر من حماس، لأنها مسؤولة عن أحداث 11 شتنبر التي هزت أمريكا، وبسببها شنت حربا ضد افغانستان التي كانت تحكمها طالبان، لكن ولأن أمريكا فشلت في مواجهة الحركة التي كبدت أمريكا خسائر باهظة فكان لابد من الحوار معها والسماح بعودتها لحكم أفغانستان.
والمثير أن من جلس مع حركة طالبان “الارهابية ” المسؤولية من مقتل آلاف الأمريكيين هو وزير خارجية ترامب “مايك بامبيو”، بل إن ترامب دعا قادة طالبان للحوار في منتج كامب ديفيد حيث المقر الأشهر للدبلوماسية.
والأهم أن الاغبياء والسذج لا يفهمون أن قطر بمواقفها تلك تحقق مصالح مهمة وتجد لها مكانا في الساحة الدولية، ولكي نفهم ماذا حققت قطر حتى بعد 7 اكتوبر، وحتى بعد الدعم الأمريكي للحرب الإجرامية، نعطي مثالين، الأول هو الاتفاق الأمريكي القطري لتمديد الوجود العسكري في قاعدة العديد الذي تم قبل أشهر، والثاني هو القرار الأمريكي قبل أسابيع فقط بإعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الدخول لأمريكا كأول دولة عربية وخليجية تحصل على هذا الامتياز، والأهم أم من شروط الحصول على الاعفاء الأمريكي من الحصول على التأشيرة هو القيام بمتطلبات صارمة تتعلق بمكافحة الإرهاب، وهي شهادة امريكية ببراءة قطر من تهمة دعم الارهاب بالرغم من مواقف قطر من حركة حماس ودعم المقاومة الفلسطينية. فهل يفهم الأغبياء والسذج معنى ذلك!؟
صحيح أن قطر قد تضطر لإغلاق مكتب حركة حماس في قطر نتيجة ضغوط امريكية قوية، لكن خروج حماس من قطر ليس في صالح أمريكا، كما أنه لن يؤثر على الحركة، وانتقالها لإيران مثلا في غير صالح أمريكا، ففي الأخير لابد من الحوار مع الحركة لأنه اللاعب الرئيس في القضية الفلسطينية اليوم، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها خصوصا بعد 7 أكتوبر.
في الأخير إن ما يهم أمريكا هي مصالحها لا مصالح غيرها، وفي سبيل ذلك فهي مستعدة للحوار مع الحركات التي تصنفها إرهابية والسماح لها بالحكم.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.