[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

غربي يكتب: جريمة معاداة الإنسانية

أعرف أن الكثيرين ينأون بأنفسهم عن الكتابة في موضوع حارق كالمتصل بأحداث أمستردام، وأعرف أن الساسة في الغرب والشرق إلا قلة يهابون دولة الاحتلال ويهابون أن يوصموا بالمعادين للسامية!! لا يدققون في الوقائع ولا يسألون كيف شب الحريق ومن قدح شرارة الفتيل؟ يسارعون للاعتذار واتهام الأغيار لأن الصهاينة مبرأون من كل تهمة ولو ثبتت الإدانة؟ أعرف كل ذلك لكني أعلم أن ضمائر الشعوب عبر العالم ما عاد يرعبها إشهار فيتو ظالم، وقانون صيغ للتعويض على جرم لم تقترفه الإنسانية بل اجترحته يد الساسة بالغرب في زمن مضى في حق اليهود. ولا يمكن أن يتحول إلى جواز يستحل به صهاينة زماننا كل القيم الإنسانية، ويدوسون باسمه شعوب الدنيا. لقد وثقت الأشرطة استفزاز الجمهور الإسرائيلي الذي يلعب فريقه بأوروبا مع أنه يقيم في ارض عربية محتلة تقع في قارة آسيا، وهذا وحده دليل على أن الكيان نبتة منشأها مشتل غربي ونقلت لأرض تنكرها.
لقد مزق هذا الجمهور أعلام فلسطين ورفع شعارات (الموت للعرب) واستفز الإحساس الإنساني للمواطنين الهولنديين الغاضبين من جريمة الإبادة بغزة. ماذا كانوا ينتظرون؟ أن يجازوا بالحليب والتمر، أو بالورود والأناشيد؟
لكل وقاحة جواب!!
قبل أيام فقط وفي مشهد نقلته الشاشات رأينا الأمن الصهيوني يهين الدبلوماسية الفرنسية، وهو بالمناسبة فعل مكرور، فقد سبق شبيهه في زيارة لماكرون وقبله شيراك. مما يكشف صلفا صهيونيا يصدر عن ذات متورمة تحتقر الأغيار ولا ترى لهم كرامة ولا اعتبارا.
إن البشرية مطالبة بتتبع هذه السلوكات والنبش في مصادر تغذيتها في الثقافة الصهيونية العلمانية والمتدثرة بالدين، فلم أشهد قوما يقيئون عبارات التحقير والكراهية والحقد كما عاينته في مسلكيات الصهاينة، فإذا تجاوزنا أدلة الادانة الموثقة بالصورة لقتل المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ إلى تتبع تصريحات المسؤولين والحاخامات ترعبك مستويات العنصرية والتمييز. هل نذكر بتصريح وزير التراث الداعي لاستعمال القنبلة النووية ضد العرب، ليمحو الأثر الانساني كله؟ وفتاوى الحاخامات بقتل الأطفال؟ وهل نذكر بمنح الأمان للمدنيين آلاف المرات ثم الغدر بالأبرياء وسفك دمائهم؟ وهل يخفى على أحرار العالم الأفعال الشنيعة للجيش (الأخلاقي) الموثقة بهواتف جنوده؟
الحقيقة ما عاد يمكن كتمها أو خنق تفاصيلها، إنها سردية يومية منقولة بالصوت والصورة. وكلما أمعن الصهاينة في الدم الفلسطيني واللبناني كلما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت. لأنهم يرتكبون أكبر جرم وهو: معاداة الإنسانية.
للتذكير: لا عداء لنا مع اليهود غير المتصهينين، فهم شركاء البشرية في إنسانيتها ونحيي أصحاب الضمائر الحية منهم الذين نزلوا للساحات ضد نازية الصهاينة التي صار هتلر أمام فضاعتها مجرد مجرم في الابتدائي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.