فاضلي يبرز الأبعاد الاستراتيجية لاتفاقية “CDG” مع الصين ولقاء مفتش القوات الجوية المغربية مع نظيره الباكستاني
قال الباحث الأكاديمي علي فاضلي، إن المغرب شهد حدثين غاية في الأهمية خلال 24 ساعة الماضية، دون أن يحظيا بالعناية الكافية من الجسم الصحفي ببلادنا.
وأضاف فاضلي في مقال رأي نشره عبر صفحته على فيسبوك، الأربعاء، الحدث الأول تمثل في توقيع صندوق الايداع والتدبير لمذكرة تفاهم مع إحدى المجموعات الصينية لدعم تصنيع بطاريات ليثيوم في المغرب، بغلاف مالي بلغ مليار و300 مليون دولار أمريكي.
واسترسل، فيما همَّ الحدث الثاني لقاء مفتش القوات الجوية الملكية المغربية مع قائد القوات الجوية الباكستانية في باكستان، بغية تعزيز التعاون بين البلدين في المجال العسكري.
وشدد فاضلي أن أهمية الحدثين تكمن في كونهما يشملان المجالين الاقتصادي والعسكري، وبأنهما يتعلقان ببلدين كانا يقعان خارج دائرة الشركاء التقليديين للمغرب.
وزاد، أهمية حدث توقيع اتفاقية التفاهم مع المجموعة الصينية لاستثمار مبلغ مالي ضخم، يؤكد قرار المغرب السير في تنويع شركائه الاقتصاديين والقطع مع الاقتصار على الشركاء التقليديين في الغرب.
وأردف، وأهميته كذلك في أنه يأتي بعد أيام قليلة من انتخاب دونالد ترامب المعروف -كما هو التوجه الأمريكي- بمعاداة الصين، وبالضغط على الدول لتخفيف التواجد الصيني في بلادها.
وذكر فاضلي أن أهمية الاتفاق تنبع أيضا بكونه يأتي بعد أيام من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، وقراره الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، وبعد قرار محكمة العدل الأوروبية إلغاء اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وقال الباحث الأكاديمي إنه من المعلوم أن أمريكا وأوروبا تتجهان نحو مواجهة التواجد الصيني في مناطق نفوذهما التاريخي، وذلك، فإن توقيع مذكرة التفاهم المغربية-الصينية بمبلغ مالي ضخم لن يتم النظر إليها أوروبيا وأمريكيا بعين الرضى والارتياح، بل سينظر لها بقلق كبير، خصوصا وأن الأمر يتعلق بإحدى صناعات المستقبل المتعلقة بالسيارات الكهربائية التي تشهد تنافسا كبيرا بين امريكا والصين.
وشدد فاضلي أن الرسالة المغربية هنا هي أنه لا عودة عن خيار تنويع الشركاء الاقتصاديين والعسكريين للمغرب، مشددا أن “هذا التوجه يخدم مصالح المغرب ولا يجعله عرضة للابتزاز من قبل الشركاء التقليديين”.
وخلص إلى أن الصين قد تكون أكثر قدرة على الإسهام في حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، عبر التأثير على النظام الجزائري لمراجعة سياساته العدائية ضد المغرب، وقد تلعب دور الوسيط بين المغرب والجزائر كما لعبته بين إيران والسعودية، بالرغم من أن الخلاف السعودي الإيراني أعمق وأكثر تعقيدا من الخلاف المغربي الجزائري.