قال علي فاضلي، الباحث الأكاديمي والناشط السياسي، إن استمرار المزايدات “الطفولية” على حزب العدالة والتنمية في مسألة التطبيع، نجد جوابها في اختلاف منهج الحزب مع منهج المزايدين.
وأوضح فاضلي في تدوينة نشرها عبر فيسبوك، أن جزءا من تيار المزايدين ينطلق من منهج مناقض للدولة بشكل حدي، يوظف كل قرار من الدولة لتأييد أطروحته المناقضة للدولة في سياق معركته ضد الدولة، لكن منهج الحزب مناقض لذلك المنهج.
واسترسل، هو منهج قائم على الانطلاق من تقوية الدولة لا نقضها، لأنه باختصار جزء من الدولة لا خارجها، ولذلك يؤمن أن جزءا من مظاهر تقوية الدولة انتقاد القرارات الخاطئة الصادرة عنها.
وعليه، يضيف فاضلي، عندما وقّع الدكتور سعد الدين العثماني على الاتفاق الثلاثي وقّعه باعتباره جزءا من الدولة لا خارجا عنها، وعندما اعتذر الأستاذ عبد الإله ابن كيران واعتبار التوقيع خطأ فهو ينطلق من ذات المنهج القائم على تقوية الدولة.
ونبه الباحث الأكاديمي، إلى أن الأستاذ ابن كيران أقدم على خطوة كبيرة وجريئة -لم تكن متوقعة- بإعلانه أشهرا قليلة بعد إعادة انتخابه أمينا عاما للحزب عن الاعتذار عن واقعة التطبيع واعتباره خطأ.
وشدد فاضلي أن اعتذار الأمين العام للحزب هو موقف رسمي للحزب من المسألة، مشيرا إلى قضية غاية في الأهمية، وهي أن الاعتذار وقع سنة 2022، أي قبل وقوع طوفان الأقصى بمدة زمنية، كما أنه وقع في ظل تنامي العلاقات بين المغرب ودولة الاحتلال، وتزايد مظاهر التطبيع خصوصا المجتمعي، وحينها لم يكن الموقف من دولة الاحتلال كما هو الحال اليوم بعد الطوفان.
ومن هنا، يردف فاضلي، تبدو مزايدات بعض الجهات اليوم على العدالة والتنمية من مسألة التطبيع مزايدات طفولية غارقة في “التبرهيش السياسي” الذي وإن كان متفهما أن يصدر عن بعض الجهات، فإنه لا يليق أن يصدر عن بعض الجهات التي تتلقى مع الحزب في مسألة دعم القضية الفلسطينية.
وشدد الناشط السياسي، أنه في السياسة، عندما يعتذر مسؤول سياسي عن فعل محسوب عليه سياسيا، ويعتبره خاطئا، فالأمر يعتبر منتهيا سياسيا، ولذلك لا أعتقد أن ما قام به الأستاذ ابن كيران بالكيفية التي قام بها سبق أن قام به مسؤول سياسي في المغرب.
وفي المجمل، يقول فاضلي، فإن حزب العدالة والتنمية اليوم في طليعة القوى المناصرة للقضية الفلسطينية والرافضة للتطبيع، بل إن ما يقوله الأ ستاذ ابن كيران في مسألة دعم القضية الفلسطينية هو أقوى كلام لزعيم سياسي في المغرب، لكن لأن هناك تحيزا قبْليا و”قبَليا” ضد الحزب وضد منهجه، فبطبيعة الحال ستعمي الايديولوجية وزن مواقف الحزب والأستاذ ابن كيران الميزان الدقيق وقراءته القراءة الصحيحة وفق منهج الحزب لا منهج غيره.
[ After Header ] [ Desktop ]
[ After Header ] [ Desktop ]
رابط المشاركة :
شاهد أيضا