قرار الجنائية الدولية.. المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ينتقد الانهيار الأخلاقي لبعض وسائل الإعلام والشخصيات الفرنسية
قال المجلس الفرنسي للديانية الإسلامية، إنه ولأكثر من عام، ظل العالم يراقب التدمير والقتل المنهجي للسكان المدنيين في غزة، وسط تصريحات غير قابلة للتأويل من طرف الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين تؤكد نواياهم في الإبادة الجماعية، وتؤكد تصاعدا مأساويا في الوحشية والإفلات من العقاب.
واعتبر المجلس في بلاغ صحفي صدر السبت 23 نوبنر 2024، أن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد بنيامين نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تبدو بمثابة بصيص من الأمل لاح في الأفق، من أجل إحقاق العدالة والسلام وسط بحر من الظلام المفروض على غزة منذ أزيد من عام.
وشدد أن هذه المذكرة يجب أن تمثل “نهاية الإفلات من العقاب لأولئك المسؤولين عن هذه الفظائع، ولكن أيضا لشركائهم ومؤيديهم غير المشروطين”، مؤكدة أنه “لا يمكن لأحد أن يضع نفسه فوق القوانين والقانون الدولي”.
ومع ذلك، يضيف البلاغ، فإن أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يلاحظون بسخط الانهيار الأخلاقي لبعض وسائل الإعلام والشخصيات الفرنسية، والذين يصرون على الدفاع عن نتنياهو بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بما تبقى من القانون الدولي. ودعمهم غير المشروط يعزز فكرة العودة إلى الفوضى وقانون الأقوى والهمجية.
واسترسل: “في مواجهة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اعترفت بها المحكمة الجنائية الدولية، تجرؤ هذه وسائل الإعلام والشخصيات على معارضة حجة السلطة المغلوطة: “إسرائيل دولة ديمقراطية”.
ونبه إلى أن السؤال اليوم ليس مدى ديمقراطية إسرائيل، بل ما يهم هو الآلاف من الأرواح البريئة – وأغلبها من النساء والأطفال – التي تُسحق كل يوم بسبب وحشية قوة متطرفة ومتعصبة. وفي الوقت نفسه، يظل العالم خاملاً، وبعض المتواطئين يبررون ما لا يمكن تبريره.
والأمر الأكثر إثارة للقلق، يقول المجلس، أن الفرنسيين يهاجمون الآن بشكل مباشر المحكمة الجنائية الدولية، وقضاتها، وغير ذلك من المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وأمينها العام. وهذه المؤسسات متهمة بمعاداة السامية من قبل شخصيات فرنسية تردد بلا خجل الدعاية الشنيعة للمتطرفين الإسرائيليين.
واعتبر المجلس أن هذه الاتهامات المسيئة بمعاداة السامية خطيرة للغاية، لأنها تضعف المؤسسات الدولية الضامنة للسلام والحريات العالمية، ولأنهم يشوهون الكفاح ضد معاداة السامية الحقيقية، ويؤذون أولئك الذين يعانون منها أو الذين عانوا منها.
ودعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى التزام أخلاقي تجاه ما يجري، مشددا أنه الضروري أن نتذكر أنه لا يجوز عرقلة العدالة الدولية، وأنه لا يجوز الاستهزاء بالقانون باسم المصالح الحزبية أو غيرها.