[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

حميد بحكاك يكتب: قمة مجموعة العشرين..انتظارات وتحديات

حميد بحكاك


انعقدت قمة مجموعة العشرين بريوس دي جانيرو بالبرازيل في الفترة الفاصلة 18، 19 نوفمبر 2024، لتدارس مجموعة من القضايا تتعلق بالمناخ والفقر والمجاعة والفوارق الاجتماعية على الصعيد العالمي بالإضافة إلى قضايا الحرب والسلم العالميين كالحرب الروسية الأوكرانية التي تأتي على رأس أجندة المؤتمر والحرب في غزة.
تأسست مجموعة العشرين سنة 1999 بعد الأزمة المالية التي ضربت آسيا، وتضم المجموعة دول مجموعة الثمانيG8 (ألمانيا، كندا، الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة، إيطاليا، اليابان وروسيا) بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، والمملكة العربية السعودية، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، والصين، وكوريا الجنوبية، والهند، وإندونيسيا، والمكسيك، وجنوب أفريقيا، وتركيا، وتمثل مجموعة العشرين 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و80% من انبعاثات الغازات الدفيئة.
أولا: سياق انعقاد القمة
تنعقد هذه القمة قي سياق دولي مضطرب عسكريا واقتصاديا وجيوسياسيا، فالحرب الأوكرانية الروسية التي اندلعت في 22فبراير 2022 تعرف تصعيدا عسكريا غير مسبوق خصوصا بعد إعطاء الرئيس الأمريكي بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا بقصف عمق الأراضي الروسية بالصواريخ الأمريكية بعيدة المدىACAMS، وفي الشرق الأوسط بين الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة ولبنان، وما يجري في البحر الأحمر الذي تحول إلى ساحة حربية بحرية، وكذلك الانتخابات الأمريكية بفوز دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ابتداء من يناير 2025، مع ما تحمله من تداعيات هذه الانتخابات على الصعيد الدولي ومنها قضية المناخ.
كما جاءت هذه القمة بعد قمة البريكس (22 أكتوبر)، وبعد انتهاء قمة دول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بيرو(14 نونبر)، وتزامنا مع قمة المناخ cop 29 في باكو، حيث تعقد حتى 22 نوفمبر، هذه الأخيرة تتقاطع مع قمة العشرين في موضوع المناخ وكيفية مواجهة معالجة إشكالات المناخ والاحتباس الحراري.وغاب عن هذه القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومثله وزير خارجية روسياسيرجي لافروف.
ثانيا: مواضيع القمة
تناولت القمة مجموعة من المواضيع كالمناخ والاحتباس الحراري، ومدارسة فرض ضريبة على أغنياء العالم إذ تم اقتراح نسبة 2٪ على 3000 ملياردير في العالم لجمع 250 مليار دولار سنويًا، وفي نفس الاتجاه أطلق الرئيس البرازيلي رئيس المؤتمر لويز إيناسيو لولا دا سيلفا في افتتاح قمة مجموعة العشرين، “تحالفا عالميا ضد الجوع والفقر”، يضم 82 دولة، يهدف للوصول إلى نصف مليار شخص بحلول عام 2030، وإضفاء طابعا دوليا لمكافحة الجوع وعدم المساواة، بالإضافة إلى قضايا أخرى.
ثالثا: البيان الختامي للقمة
اختممت القمة اجتماعها بإصدار بيان ختامي ضمَّ الخلاصات والتوجهات والتوصيات للمرحلة المقبلة، موزعة على مجموعة من المحاور في 85 بندًا، وقد ركز البيان على محاور ثلاث ذات أولوية وهي :مكافحة الجوع والفقروعدم المساواة، و تعزيز التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، و إصلاح الحوكمة العالمية، وهذه الأخيرة تتعلق بإصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتفعيل دور الجمعية العامة وتقوية اختصاصاتها، خاصة في ظل تزايد عدم الاستقرار السياسي في العالم واندلاع الحروب كوسيلة لحل النزاعات واسترداد الحقوق ( الحرب الروسية الأوكرانية، حربالإبادة الجماعية في غزة والضفة ولبنان، الحرب الأهلية في السودان ……) نتيجة ضعف فعالية هذه المؤسسات وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي يُمنح فيها “حق الفيتو” لخمس دول، مما يتطلب توسيع تمثيلية مجلس الأمن و تحسين فعالية وشفافية أساليب عمله. وموضوع المطالبة بإصلاح الأمم المتحدة ومؤسساته تم طرحه أيضا في قمة البريكس الأخيرة، إلا أن هذه المطالب تبقى تعبيرا عن نوايا حسنة ومتمنيات إذا لم تصاحبها إجراءات عملية تترجمها إلى واقع عملي، خصوصا أن هذه المجموعات تعتبر أندية Clubs لا تملك صلاحيات تقريرية وتنفيذية على الصعيد العالمي.
ولم يتضمن البيان الختامي الإشارة بشكل محدد إلى ضرورة التخلي عن الطاقات الأحفورية مما اعتبره الحاضرون في مؤتمر الأطراف 29، المنعقد في باكو علامة على التأثير السلبي لانتخاب دونالد ترامب على مكافحة تغير المناخ.
كما ابتعد البيان عن صيغ الإدانة أو مصطلح الإبادة الجماعية، سواء فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية أو الحرب في غزة، فليست هناك إدانة لروسيا لغزوها لأوكرانيا، واكتفى البيان بوقف إطلاق النار في غزة وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، كما طالب الأطراف سلك سبل الحوار والقنوات الدبلوماسية واحترام سياسة حسن الجوار بين روسيا وأوكرانيا،مما يعكس الطابع التوافقي لهذه المجموعة التي تخترقها تناقضات وخلافات وطموحات جيوسياسية.
وحدَّد البيان الختامي تواريخ انعقاد القمتين المقبلتين، فاتخذ قرار بعقد قمة مجموعة العشرين لعام 2025 في جنوب أفريقيا، بينما سيتم عقد قمة مجموعة العشرين لعام 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.