إلى جماعة “كلنا إسرائيليون”.. لن ينفعكم التباكي ولعب دور الضحية و” الفار”
لن تخطئ عين المغاربة أن البلاغ الذي أصدره حزب العدالة والتنمية بخصوص ما اقترفه المدعو أحمد الشرعي للدفاع عن ولي نعمته مجرم الحرب “نتنياهو”، والذي أصبح مهددا بالاعتقال حيث ما حل وارتحل، قد أوجع جماعة “كلنا إسرائيليون”، فهبوا بسرعة المرتبك المريب للرد ببلاغ وببرنامج المنهزم المتلبس بجريرة التصهين والدفاع عن الكيان النازي والإجرام الصهيوني وليمارسوا التدليس على المغاربة، بعد أن ضبط ولي نعمتهم جهارا نهارا وبالعين المجردة ودون الحاجة إلى تقنية “الفار”، في حالة شرود عن الإجماع الوطني حول القضية الفلسطينية، والدفاع عن “الحق” بل الترخيص للكيان الصهيوني بقتل المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، واعتباره لهم “أضرارا جانبية”.
لقد حاولت جماعة “كلنا إسرائيليون” ببلادتهم المعهودة وبأسطوانتهم البائدة حينما يتعلق الأمر بحزب العدالة والتنمية، التحريض والزج بالدين وبحركة الإخوان المسلمين وبالإرهاب والكراهية والتشهير في مناكفتهم، فوصموا بلاغ الأمانة العامة، بأنه فتوى دينية، في حيلة عفا عنها الزمان ولم تعد تنطلي على أحد.
إن بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي أربككم وفضح صاحبكم ما هو إلا رد سياسي موجع وشهادة حق تفضح تواطؤ الشرعي وتمجيده لحرب الإبادة الجماعية ولجرائم الحرب، ولن تنفع الوشاية والتدليس، كما لن ينفع التعلق بمجموعة من الشعارات من مثل السلام والتسامح والتعددية والقيم المغربية والتعايش السلمي والحوار والاختلاف…، في الوقت الذي يدافع فيه صاحبكم عن قتلة المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ ويحاصرهم ويجوعهم ويبيد الإنسان والشجر والحجر…
فهل من التسامح والتعددية والقيم المغربية والتعايش السلمي والحوار والاختلاف…، تجاهل الشرعي لعشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين ممن قتلتهم آلة الحرب الصهيونية وللجرحى وللأشلاء البشرية المتناثرة والأطراف المبتورة؟
وهل من التسامح والتعددية والقيم المغربية والتعايش السلمي والحوار والاختلاف… الدفاع عن من أمرت المحكمة الجنائية الدولية باعتقالهما بسبب وجود ما اعتبرته “أسبابا منطقية للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة”، وأنهما “أشرفا على هجمات على السكان المدنيين في قطاع غزة”، وعلى “استخدام التجويع كسلاح حرب، والقتل والاضطهاد، وغيرها من الأفعال غير الإنسانية”؟
ومتى كان تمجيد إرهاب الدولة والدفاع عن مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية وتحقير القضاء الجنائي الدولي وجهة نظر وحقا في الاختلاف وحقا من حقوق الإنسان؟
إن حديثكم ووشايتكم المستهلكة لم تكن نافعة ولم يصدقها المغرب والمغاربة من قبل، فكيف لهم أن يصدقوها وقد حاز الحزب ثقة المغاربة وترأس الحكومة المغربية لولايتين متتاليتن وخبروه عن قرب، إلا إذا كانت هذه المجموعة المبتورة الجذور، قد وصلت بها الوقاحة و”قلة الأصل” للافتئات على المغرب ومؤسساته.
أما بخصوص لعب دور الضحية، والتعرض للتحريض والتشويه، والتهديد باللجوء إلى القضاء لحماية مجموعتكم المشوهة أصلا و”المشبوهة” من باب “ضربني وبكى وسبقني واشتكى”، فهذه أيضا حيلة لا تنطلي على أحد، ولم تعد تجدي شيئا بعد سقوط الأقنعة وانكشاف الوجوه.
فالكل يتذكر أنه ومنذ اليوم الأول لطوفان الأقصى المجيد، سارع المدعو “الشرعي” عضو منظمة JISS الصهيونية، إلى تقديم آيات ولائه وفروض طاعته الشاملة للكيان الصهيوني، متحديا مشاعر المغاربة جميعهم، وخروجا عن المواقف الثابتة والواضحة للمغرب قيادة وشعبا تجاه القضية الفلسطينية، وحينها كتب بكل وقاحة مقالته المشؤومة “كلنا إسرائيليون”!
واليوم ها هو يعيد الكرة بعد القرار التاريخي للمحكمة الجنائية الدولية الذي نزل كالصاعقة على الكيان الصهيوني الدموي ووكلائه، وأدان ولي نعمته مجرم الحرب “نتنياهو”، وسيرا على نهجه في العمالة والتصهين الذي يفتخر بهما، اقترف مقاله موضوع بلاغ الأمانة العامة للمصباح، وكان عليه وعلى جماعته أن يتحلوا بنزر يسير من الشجاعة ويتبنوا ما جاء فيه، عوض التعلق بشعارات فارغة وادعاء نضال لم يسمع به أحد من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وخوف مزعوم على سمعة المغرب، ومحاولة لبس ثوب الضحية واستدرار العطف وتسول الشفقة بعد أن انفضح أمرهم وانكشفت عورتهم!