خرجت جريدة الأحداث المغربية الوفية لعادتها وعادة الجبناء “اضربني وبكى.. سبقني واشتكى” لتندد بما أسمته ” فجور” بيان الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، والذي اعتبرته تحريضاً وتكفيراً ولا يحترم التعددية والاختلاف وما إلى ذلك من المصطلحات العجيبة التي تتفنن فيها في كل مرة.
فأن يندد بالتشهير والتحريض من يُعاني منهما فعلاً وعلى مدار أعداد هذه الجريدة أمرٌ عادي جدا، لكن أن تنسل منه هذه الجريدة وترمي به كذبا وبهتانا الآخرين وتندد به وتشتكي من مهمة يحترفها بإتقان بعض صحفييها وبالأخص كبيرهم ويمارسونها في كل مرة بمناسبة أو بدون فلعمري هذا أمر عجيب.
فهل يعتقد هؤلاء أن المغاربة سينسون التشهير والتحريض المنهجي والقتل المعنوي الذي مارسته وتمارسه هذه الجريدة بخبث قل نظيره ضد زملاء صحفيين لهم، ولم تراع في حقهم وفي الحد الأدنى حتى واجبات الزمالة وأخلاقيات المهنة، وداست ضدهم على قرينة البراءة التي يخولها لهم الدستور والقانون؟
وهل ينسى هؤلاء أن جريدتهم ومن يشبهها ومن يقف وراءها مارسوا التحريض والتشهير بشباب ليس لهم أي ذنب سوى أنهم ينتمون إلى حزب سياسي وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ينتصرون للمبادئ وللمشروع الذي يؤمنون به، وقامت هذه الجريدة بإصدار أعداد متتالية بلامهنية قل نظيرها، تتضمن عناوين عريضة ومغرضة من مثل “الكتائب الإلكترونية لحزب العدالة والتنمية”، و”المليشيات” و”البيشمركة”…؟
وعودة إلى موضوعنا، كيف تتجرأ هذه الجريدة دون حياء أن تكتب أن ما عبّر عنه مالكها هو وجهة نظر؟ كيف يكون من يمجد إرهاب الدولة ويدافع عن “دولة” مارقة وفاسدة ومنبوذة تمارس ما تُمارسه منذ ما يزيد عن 76 سنة من التقتيل والتهجير والمجازر والإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، ودون أدنى تمييز بين الخدج والأطفال والشيوخ والنساء، ناهيكم عن الاختطافات والتعذيب المستمر، كيف يكون كل هذا وجهة نظر؟
وبالمناسبة، هل نسيت أو تناست هذه الجريدة أن شبابا توبع في أقل مما اقترفه الشرعي بكثير، توبعوا بتهمة الإشادة بالإرهاب عقب مقتل السفير الروسي في تركيا في دجنبر 2016، بعدما حرضت عليهم هذه الجريدة وقامت بالتشهير بهم ولم تعتبر آنذاك الأمر رأيا أو تعبيرا عن وجهة نظر أو اختلافا أو غيرها من الشعارات التي ترفعها اليوم دفاعا عن صاحبها؟
وبالمناسبة أيضا، هل تجهل أو تتجاهل هذه الجريدة وعبرها المجموعة المالكة لها وهي تكذب على حزب العدالة والتنمية في غير ما مرة وتكيل له اتهامات باطلة ومضحكة، بأنها بذلك تسيء لسمعة الدولة المغربية ولمؤسساتها أولا وأخيراً، ضد حزب يشتغل داخل المؤسسات منذ أكثر من ثلاثين سنة، وترأس الحكومة لولايتين متتاليتين…؟
وبالمناسبة كذلك، كيف تلبس هذه الجريدة جبة الأخلاق والمهنية وتعطي دروسا في حرية الرأي والتعبير والاختلاف، وتغفل أو تتغافل أنها لا تتورع عن النهل من قاموس الشتم والسب والاتهامات العدائية وباستمرار في حق كل من تختلف معهم، سواء كانوا زملاء صحافيين أو فاعلين إعلاميين أو سياسيين أو نشطاء في المجتمع المدني؟
إن ما يزعجكم كثيرا ليس أبدا مثل هذه الخزعبلات، لكن ما يزعجكم حقيقة هو أن حزب العدالة والتنمية ترسخ في الذاكرة الوطنية كحزب وطني عريق من رحم الشعب وعمقه، متشبث ومخلص لمؤسسات وثوابت وطنه ومدافع بشراسة عن قضايا الوطن والمواطنين ويواجه، دون مقابل وبلا خوف وطمع، أمثالكم من المأجورين.
وليست الثكلى كالنائحة المأجورة.
وللحديث بقية…