خلف عرض فيلمين يشجعان الشذوذ الجنسي، بالمهرجان الدولي للسينما بمراكش، استياء عارما في صفوف الحاضرين الذين غادروا قاعات العرض، وأيضا في صفوف المتتبعين للشأن الثقافي والسينمائي الوطني، مستنكرين عرض مثل هذه الأفلام المناقضة لهوية وقيم المغاربة القائمة على ثوابت الدين الإسلامي.
أفلام رديئة
الناقد السينمائي المغربي، مصطفى الطالب، قال في هذا الصدد، إنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يدرج فيها مهرجان مراكش الدولي أفلاما حول الشذوذ الجنسي سواء كانت أفلاما مغربية أو أجنبية، مشيرا إلى أنه سبق أن تم عرض فيلم “أزرق قفطان” لمريم التوزاني زوجة نبيل عيوش وتطرق لرجل شاذ جنسي وأثار ضجة ومع ذلك مر.
وأوضح الناقد السينمائي في تصريح لـpjd.ma، أن تقديم المخرج المغربي عبد الله الطايع لفيلمه حول الشذوذ الجنسي، كان مستفزا ويتبجح بمثليته، وكأن المغرب يطبع مع ذلك وهذا غير مقبول بحسبه، مشددا على أن الدستور لا يقبل ذلك وأيضا القانون.
ولفت المتحدث ذاته، إلى أن الفيلم رديء جدا لا من حيث السيناريو أو الكتابة وكان يجب ألا يكون ضمن المهرجان، مبينا أن الأخطر من ذلك أنه لا يعالج قضية المثلية، “بل هذا فيلم فيه دعارة وشذوذ وإيحاءات إباحية”.
وشدد بالقول “اليوم بعد هذه العروض من يقرر ذلك، أنا أعرف أن المدير الفني فرنسي هل الفرنسيون هم من يتحكمون في هذا المجال؟ وهم الذين يختارون هذه الأفلام بدون أن يمر على المركز السينمائي المغربي، إذا كان كذلك فأين هي سلطة المركز المغربي الذي يعطي التأشير على كل فيلم أجنبي؟ وإذا أخذها (التأشيرة) الفيلم أين هي السلطات”.
أفلام ضد هوية المغاربة
وأكد على أن وزارة الثقافة تتحمل المسؤولية في هذا الأمر، مبينا أن حتى لو كان هذا المهرجان دوليا فلا يعطيهم الحق أن يدرجوا أفلاما ضد إرادة المجتمع المغربي وضد هويته.
ولفت المتحدث ذاته، إلى أن المخرج الإيطالي الذي يترأس لجنة التحكيم بمهرجان مراكش منع له فيلم في مهرجان إسطنبول بتركيا لأنه فيلم يتطرق للشذوذ الجنسي، حفاظا على الحياء العام وهوية الشعب التركي، مستدركا “لماذا لا يقع هذا الأمر عندنا في المغرب كبلد مسلم”.
وأكد الناقد السينمائي “أن الأخطر من ذلك، إذا كان هذا مهرجان مغربيا، من له السيادة؟ هل للفرنسيين الذين يسيرون المهرجان أم للمغاربة؟ وهنا نحمل وزارة الثقافة والمركز السينمائي المسؤولية، فلا يعقل أن تمر مثل هذه الأفلام حتى وإن كانت هناك ضغوطات دولية”، قبل أن يستدرك “بالفعل هناك لوبيات عالمية تريد أن تفرض الشذوذ الجنسي وتغير من طبيعة الناس وأن تجعلهم يطبعون مع هذا الأمر، وهذا شيء مرفوض” بحسب الطالب.
وشدد المتحدث ذاته، على أن السينما اليوم يجب أن تعالج قضايا إنسانية واجتماعية، مضيفا “اليوم هناك معاناة الشعب الفلسطيني واللبناني، نحن لا نرى أفلاما عن هؤلاء، لا نرى أفلاما تتطرق لما يقع في الأمة العربية وفي فلسطين عيب وعار”، منبها إلى منع طالبتين من ولوج قاعة للعرض بسبب أنهما تضعان الكوفية الفلسطينية.
وتابع ” نحن لا نريد في كل مرة أن نقيم ضجة حول فيلم يشجع الشذوذ، فهذا لا يخدم السينما بالمغرب ولا يخدم صورة المغرب على المستوى العالمي”.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا