يوسف غربي يكتب: الحرية
تطول محنة الشعوب مع الطغاة ،فيتوهمون ان قبضتهم الحديدية أزلية خالدة. وفجأة يتسرب الماء من فروج الأصابع و يتدفق بعدها شلالا هادرا فتطير عروش الطغيان وتضيق الأرض فيلوذون بزاوية علهم يدركون الأمان.
ثم تنكشف الحكايات الحزينة حين تنفتح أبواب الزنازين، وتترى مشاهد المقهورين من المواطنين.
لم أتمالك فذرفت الدموع حين سماعي المآسي تروى بالدمع والأنين، ورؤية نساء حبلن من اغتصاب الجلادين وأطفال ذاهلين يطلون من الزنازين. يطلب منهن الثوار الخروج فيترددن خوفا من مصير مجهول. وشيوخ ولجوا الجحيم فتية ينظرون نظرة فارغة من كل معنى يسألون عن أسمائهم وبلداتهم فلا يجيبون.
أتصل البشرية إلى هذا المستوى من التوحش والعدوان؟
ويأتي الطاغية إلى القمم العربية ليخطب عن العروبة المهدورة و خلفه كرامة شعب مسحولة.!!!!! الممانعة الأسطوانة المشروخة في ملكهورية الرعب.
الملايين من السوريين في المنافي يتسولون حق اللجوء. ما خرجت من صلاة بمسجد إلا رأيت نساء وأطفالا يشهرون جوازات غدت رثة وصفراء من كثرة عرضها للمصلين والمارين:
– عائلة سورية الله يتقبل صلاواتكو
-أعينونا الله يعينكم
سألت بعضهن من أي المناطق بسوريا:
-حمص. تجيب أخرى:
-حماة
وينهض أب وبرفقته طفل وسيم داخل المسجد طالبا العون لأنه من اللاذقية.
أيعقل ان يفر نصف الشعب من بلاده؟ إلا أن يكون الوطن قد تحول إلى سجن كبير.؟
تبعتني صبية مثل سنا الفجر :
عمي عمي نريدك أن تشتري لنا هذا الدواء؟
سوريا موزعة في المنافي لأن عصابة أممت الهواء و مهرت في حفر القبور للعباد ؟
بديع هو طابور السيارات العائدة من الحدود إلى الوطن،نهر من الضياء يزحف على مساحات العتمة والظلام.عناق وشهيق وبكاء، زغاريد و هتاف ودعاء.
آه كم هو جميل الوطن حين يتنفس الصعداء،حين يكسر القيود والأغلال.