أكد السفير السابق حسن عبد الخالق، أن نظام الأسد البائد، أبا وابنا، سعى انطلاقا من نظرته إلى تحالفاته في المنطقة العربية، إلى الإضرار بالعلاقات بين سوريا والمغرب وتعطيل تطورها، رغم توالي تبادل السفراء وزيارات المسؤولين، علما أن المغرب كان دائما صاحب المبادرات للإرتقاء بتلك العلاقات إلى مستوى أفضل.
وأشار السفير السابق في مقال بعنوان: “المغرب وسوريا نظام آل الأسد.. من أجل مستقبل أفضل للعلاقات“، إلى قرار الملك الراحل الحسن الثاني إرسال تجريدة عسكرية لمساعدة الجيش السوري في حرب أكتوبر1973، وهي المبادرة التي قابلتها القيادة البعثية السورية بالجحود وأظهرت موقفها السلبي لاحقا باعترافها بالجمهورية الوهمية في سنة 1980.
واسترسل، غير أن المغرب أبدى نبل التصرفات إزاء سوريا، مع حرص الملك الراحل الحسن الثاني في زيارته لها في 1992 وجلالة الملك محمد السادس في زيارته دمشق في 2001، على التوجه إلى مقبرة القنيطرة للترحم على الشهداء المغاربة.
وتابع، وبعد تولي الرئيس بشار الأسد السلطة خلفا لوالده في سنة 2000، أغلقت السلطات السورية مكتب انفصاليي البوليساريو في دمشق في سنة 2001 بدون أن تسحب الاعتراف بجمهورية الوهم وظلت العلاقات بين البلدين على وتيرة عادية، تبادل فيها جلالة الملك محمد السادس والرئيس السوري زيارتين إلى الرباط ودمشق، إلى أن تحولت إلى طابع الجفاء بعد موجة الربيع العربي في سنة 2011.
وذكر الكاتب أن نظام الأسد أظهر حقده على المغرب بتوجيه عملائه في نونبر 2011، للاعتداء على سفارة المملكة المغربية في دمشق، بعد استضافة بلادنا اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية، الذين أصدروا قرارات تنشد حماية الشعب السوري من بطش النظام.
وأضاف، وعقب ذلك الاعتداء قام المغرب باستدعاء سفيره في دمشق للتشاور في 16 نونبر 2011، وقال وزير الشؤون الخارجية حينئذ أن هذا الاستدعاء اتخذه جلالة الملك محمد السادس “احتجاجا على نظام يعجز عن تجديد نفسه”.
ونبه السفير عبد الخالق، إلى أن بشار الأسد وبعد أن اختار طريق القمع بإلقاء البراميل المتفجرة على السكان العزل وقصفهم برا وجوا، قرر المغرب الاصطفاف إلى جانب الشعب السوري بإعلانه في يوليوز 2012 سفير النظام السوري شخصا غير مرغوب فيه.
وذكر أن المغرب بقيادة جلالة الملك برهن عن تعاطفه مع الشعب السوري في محنته الجديدة، بمسارعته إلى إقامة مستشفى عسكري ميداني في هذا المخيم الزعتري صيف 2012.
واسترسل، كما أن جلالة الملك محمد السادس الزعيم العربي الوحيد الذي زار مخيم اللاجئين السوريين في 18 أكتوبر 2012 تفقد فيه المستشفى المغربي العسكري الميداني الذي جاء بمبادرة منه لتخفيف العبء عن الأردن في جهوده لإيواء اللاجئين السوريين، فضلا عن مساعدات إنسانية.
ودعما للمعارضة السورية في مواجهة نظام الأسد، يردف الكاتب، استضاف المغرب في دجنبر 2012 مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي حضرته أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة واعترفت فيه بتمثيل المعارضة للشعب السوري، ناهيك عن رفضه تبادل تعيين السفراء مع سوريا على خلاف أكثرية الدول العربية في الفترة الأخيرة.
وشدد السفير عبد الخالق، أنه بسقوط نظام الأسد، يبقى الأمل قائما في أن تستقر الأوضاع في سوريا، وأن يتمكن الشعب السوري بإرادته الحرة من وضع نظامه السياسي ومؤسساته، بما يضمن عيشه الكريم وإنهاء معاناته ويضمن وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها ودورها في خدمة الوئام العربي وضمنه تجاوز ماضي علاقاتها مع المغرب وبنائها مجددا على أسس الأخوة والتعاون.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا