الناقد السينمائي الطالب: السينما المغربية لا ترقى إلى تطلعات المجتمع المغربي ولا تلامس قضاياه الاجتماعية والقيمية
اعتبر الناقد السينمائي المغربي مصطفى الطالب، أن حال السينما المغربية في مجملها، لا يرقى إلى تطلعات المجتمع المغربي الذي بالفعل لازالت عدة قضايا اجتماعية واقتصادية وقيمية وسياسية تؤرق جفنه.
وقال الطالب في تدوينة على حسابه الرسمي على “فسبوك”، أن سينمانا في واد ومجتمعنا في واد آخر، وأوضح أن هذا الإنتاج السينمائي يتوزع على صنفين: كوميديا حامضة وتافهة (إلا بعض الاستثناءات)، وأما الصنف الثاني الذي فرض نفسه على المجتمع، فأفلام اتخذت مما يمكن تسميته بالثالوث “المباح” على غرار ما يسمى بـ”التالوث المحرم : الدين، الجنس، السياسة، والتي لحد الآن لم يتجرأ أي مخرج لولوجها”.
وأما التالوث المباح فبحسب الناقد هو “” تخسار الهضرة” (السمطة لتحت) بشكل فج ووقح أحيانا أكثر من قاع الزنقة، وصل الأمر إلى درجة الانحطاط الفكري والدناءة والسفالة واللاآدمية”.
وأما الموضوع الثاني فيتعلق بحسب المتحدث ذاته، بالمثلية أو الشذوذ وكأنه موضوع يهم المجتمع المغربي، لدرجة أن أي فيلم اليوم لا يخلو من شخصية مثلية أو خنثى، بل إن شخصية الرجل سحقت بشكل غير طبيعي، بحيث أصبح الرجل هو مصدر كل الشرور في العديد من الأفلام يقول الطالب.
وقال إنه بالرغم من أن “هناك لوبيات عالمية (لا دين ولا ملة لها) تفرض الشذوذ على جميع الانتاجات السينمائية اليوم، ضدا على الفطرة الإنسانية والكرامة الإنسانية، لكن غالبية الشعوب (حتى الأحزاب اليمينية في أوروبا وامريكا) ترفض هذه الظاهرة الشاذة التي يجب أن تعالج بشكل عقلاني وجدي، لأنها تشكل خطرا على الأطفال (البيدوفيليا) وعلى النشء بصفة عامة، وعلى مستقبل البشرية ككل.
وأما الأمر الثالث فيتعلق بحسب الناقد السينمائي بـ “تشمكيرة” la clochardise وكأن أفراد المجتمع “شمكارة”، مبرزا أن”تشمكيرة” هي وسيلة للتمرد على المجتمع وقيمه وثقافته ومعتقداته، وإلا فلا معالجة تذكر لهذه الفئة من المجتمع في الأفلام التي لا تجرأ على تسمية الأشياء بمسمياتها.
وأوضح أن هذه “تشمكيرة” التي تخيم على غالبية الأفلام في الآونة الأخيرة، وخاصة لدى المخرجين الشباب الذين استفادوا من تكاوين في أوروبا، بحيث إن أول شيء يقومون به هو توجيه سهامهم نحو مجتمعهم، خاصة عندما يكون المنتج أجنبي ويفرض شروطه.
وقال إن “المخرجين الذين عانقوا هذا التوجه عندما تسمعهم يتحدثون تعجبك خطاباتهم، لكن عندما ترى أفلامهم تتساءل أين حسهم الثقافي والأخلاقي (الإنساني) والقيمي والمجتمعي؟ أين أدبنا وتراثنا وتاريخنا وثقافتنا؟ أين الإحساس بالمسؤولية اتجاه المجتمع الذي يمولهم من جيبه..”.
وخلص بالتأكيد أن هذا التالوث يفرض نفسه اليوم حتى يظن المتتبع أنه للحصول على الدعم لابد من الامتثال له، بل حتى الممثلين والممثلات امتثلوا لذلك، “وكم من ممثل كنا نحترمه فإذا بنا نراه في أدوار لا تليق بمقامه ولا تزيده شيئا لرصيده الفني، إلا أنه قدم تنازلات قد يندم عليها في مشواره الفني”.
واستطرد “ما يحز في النفس هو صمت المعنيين بالأمر والذين لا يعجبهم هذا الواقع السينمائي، لكنهم خوفا من “سماع الهضرة” أو نفاقا أو لضمان “لعراضات” يصفقون ويخرصون، غير أنهم تناسوا أن التاريخ سيسائل الكل وأن الوطن لا ينسى من “يأكل الغلة ويسب الملة”.
وتابع “عزاؤنا أن هناك أفلاما رغم قلتها تحترم ذوق وذكاء وأذن المشاهد، بل وترفعه من مستوى تفكيره وذائقته الفنية، كما أن مخرجوها ومخرجاتها يحترمون أنفسهم، ناهيك عن الذين ترفض مشاريعهم المستقاة من تاريخ المغرب وأدبه، أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..”.