يتيم يكتب عن جرائم النظام السوري وحلفائه على هامش الإعلان عن المقابر الجماعية في سوريا وأهوال المعتقلات
محمد يتيم
في التقرير الذي أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان بيانا يبرز الخسائر البشرية والمادية التي خلفها نظام بشار الأسد على المجتمع السوري حقائق رهيبة عن جرائم النظام السوري.
في هذا الصدد فإن المسؤولية بقدر ما تقع على نظام بشار الأسد فإنها تقع على شركائه في الجريمة وخاصة حزب الله، الذي شارك في قمع الثورة السورية ومن ورائه إيران اللذين رجحا البعد الطائفي وليس البعد الحقوقي والسياسي في التعامل مع الوضع السوري، ولمنطق العدل الذي يفترض أن يحكم من له مرجعية دينية إسلامية كان سنيا أو شيعيا ..
وحيث إن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأن الله لا يهمل الظالمين وإنما يمهلهم ليأخذهم أخذ عزير مقتدر.. فإن تداعيات الثورة السورية الحالية ومطاردة فلول نظام الأسد التي تتزامن مع اكتشاف المقابر الجماعية والسجن الرهيبة المجهزة بشتى أنواع التعذيب.. تقتضي من جهة أخرى الحرص على المحاكمة العادلة والقصاص العادل ممن أيديهم ملطخة بالدماء.
لكن ما نود التأكيد عليه أنه إذا كان يتعين أن تحقق المحاكمات العدالة البشرية على أن تكون محاكمات عادلة، فإن العدالة الإلهية لم تتأخر بل إنها سبقت التدبير التي تتخذها اليوم الثورة السورية..
وهي العدالة التي طالت حزب الله الضالع في الجرائم التي تعرض لها الشعب السوري، وتشهد على أهوالها ما انكشف منها بعد سقوط النظام السوري كما تبين ذلك الإحصائيات أسفله.. وستطال دون شك النظام الإيراني الذي دعا محامون وحقوقيون طلبات إلى المحكمة الجنائية الدولية لبدء تحقيق أولي في دوره وميليشياته في سوريا بارتكاب جرائم حرب…
فإن الله يمهل ولا يهمل …
نص بلاغ الشبكة السورية لحقوق الإنسان !!
أصدرت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان بياناً يُبرز أشد الخسائر البشرية والمادية التي خلّفها نظام بشار الأسد على المجتمع السوري والدولة السورية على مدار 14 عاماً.
عملت الشَّبكة منذ اندلاع الحراك الشعبي في سوريا عام 2011 على توثيق الانتهاكات بشكل يومي، بهدف دعم العدالة والمساءلة. بنت الشَّبكة قاعدة بيانات شاملة تتضمن ملايين الحوادث، وأصدرت أكثر من 1800 تقرير وبيان يغطي العديد من أشكال الانتهاكات التي تعرّض لها الشعب السوري.
أبرز الانتهاكات الموثّقة:
1. القتل خارج نطاق القانون:
وثَّقت الشَّبكة مقتل ما لا يقل عن 202 ألف مدني على يد قوات نظام بشار الأسد، بينهم 23,058 طفلاً و12,010 سيدات.
2. الإخفاء القسري:
تشمل قاعدة بيانات الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 96,321 حالة اختفاء قسري على يد قوات نظام بشار الأسد، بينهم 2,329 طفلاً و5,742 سيدة.
3. الوفيات بسبب التعذيب:
سجلنا وفاة ما لا يقل عن 15,102 شخصاً تحت التعذيب على يد قوات نظام بشار الأسد، بينهم 190 طفلاً و95 سيدة.
4. حصيلة استخدام أربعة أنواع من الأسلحة المدمرة:
* البراميل المتفجرة:
منذ تموز/يوليو 2012، ألقى طيران نظام بشار الأسد ما لا يقل عن 81,916 برميلاً متفجراً. تسببت هذه البراميل في مقتل 11,087 مدنياً، بينهم 1,821 طفلاً و1780 سيدة.
* الأسلحة الكيميائية:
تم توثيق 217 هجوماً كيميائياً نفذه نظام بشار الأسد، بدأ أولها في حي البياضة في حمص بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر 2012. أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 1,514 شخصاً، منهم 1,413 مدنياً، بينهم 214 طفلاً و262 سيدة، إضافة إلى إصابة 11,080 شخصاً.
* الذخائر العنقودية:
تم توثيق 252 هجوماً بذخائر عنقودية نفّذتها قوات نظام بشار الأسد منذ أول استخدام لها في تموز/يوليو 2012، ما أدى إلى مقتل 835 شخصاً، بينهم 337 طفلاً و191 سيدة.
* الأسلحة الحارقة:
سُجّل ما لا يقل عن 51 هجوماً بأسلحة حارقة استهدفت مناطق مدنيَّة منذ آذار/مارس 2011.
5. التشريد القسري:
أدت الانتهاكات الواسعة إلى نزوح نحو 6.8 مليون سوري داخلياً، وتشريد قرابة 7 ملايين لاجئ، بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. ولم تقتصر انتهاكات نظام الأسد وحلفائه على القصف والتدمير وتشريد السكان، بل امتدت إلى سنّ قوانين تنتهك أبسط مبادئ حقوق الإنسان، بهدف السيطرة على ممتلكات المشردين واللاجئين.
كما سجلت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان أنماط أخرى عديدة من الانتهاكات، بما في ذلك دمار المئات من المراكز الحيوية، كالمشافي، والمدارس، والمساجد، والكنائس، وغير ذلك.