نواكشوط.. بوسيف تشيد بإعادة الدفء للعلاقات المغربية الموريتانية وتُعدد التحديات التي تواجه المرأة في العمل السياسي
أشادت سعادة بوسيف، رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية، ﺑﺈﻋﺎدة الدفء ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﻐربية الموريتانية، معربة عن أملها أن تتقدم هذه اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻟﻣﺎ فيه ﺧﯾر للشعوب ﻣن ﺟﮭﺔ وخير للأﻣﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ.
جاء ذلك في كلمة لبوسيف خلال المؤتمر العادي الخامس لـ “منظمة نساء الإصلاح” بموريتانيا، والذي ينعقد على مدة ثلاث أيام 2 و3 و4 يناير الجاري، حيث قالت إن هذا اﻟﻣؤتمر اﻟﻣﺑﺎرك وھذه اﻟﻣﺣطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎرﻛﺔ تأتي ﻓﻲ سياق إﻗﻠﯾﻣﻲ مطمئن لعلاقات الرباط ونواكشوط.
وأضافت، هذا المؤتمر ينعقد أيضا في سياق دوﻟﻲ رﺳم ﻣﻌﺎلمه اﻟﻛﺑرى طوﻓﺎن اﻷﻗﺻﻰ اﻟذي ﻛﺷف ﺟﯾﻧﺎت الأﺣرار اﻟذين اﺳﺗﻧﻛروا اﻟﻌدوان اﻟظﺎﻟم ﻋﻠﻰ إﺧواﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﻏزة وﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﺑل ﻓﻲ ﻛل ﺑؤر اﻟﺗوﺗر واﻟﻧزاﻋﺎت، حيث ﺟﻣﻌت غزة ﻣن اﻟﺗدﻣﯾر والإﺑﺎدة ﻣﺎ ﺗﻔرق ﻓﻲ ﻏﯾرھﺎ، وﻣن اﻟﺑطوﻻت واﻟﻧﺿﺎﻻت أيضا، ﻛﻣﺎ ﻛﺷف هذا السياق ﻋن الأعداء، من اﻟﻣواﻟين ﻟﻠﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ واﻟﻣﺳﺗرزقين ﺑﻗﺿﺎﯾﺎ الأﻣﺔ..
من جانب آخر، أكدت رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية أن اﻟﻌﻣل اﻟﺣزﺑﻲ ﻟﻠﻧﺳﺎء ﺿرورة وﻟﯾس ﺧﯾﺎرا، مبرزة أن المرأة ﻛﺎﻧت ﺗُﺳﺗﺷﺎر ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف اﻟﺻﻌﺑﺔ، وﺗﻣﺗﻠك ﺣﻛﻣﺔ ﺗُﻘدر ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﻣﯾﻊ، وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺛﯾرة، ﻛﺎﻧت ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﮭدﺋﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ أو اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻷﺧرى، ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻛس ﻣﻛﺎﻧﺗﮭﺎ واﺣﺗراﻣﮭﺎ اﻟﻛﺑﯾر.
وأبرزت أن حضور اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﯾﺣﻘق ﺗوازﻧًﺎ ﺿرورﯾًﺎ ﻓﻲ طرح اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﮭﺎ، مبينة أن اﻟﻧﺳﺎء ﯾﺟﻠﺑن رؤى ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎرﺑﮭن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ، ﻣﻣﺎ ﯾﺛري اﻟﺣوارات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﯾﺳﮭم ﻓﻲ وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺎت أﻛﺛر ﺷﻣوﻻً.
وقالت إن المرأة أﺛﺑﺗت ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ، أﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت عنصرا للتكميل، ﺑل هي ﺷرﯾك أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻب ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺄﻛﻣله، معتبرة أن اﻟﻌﻣل اﻟﺣزﺑﻲ ﻟﯾس ﻣﺟرد وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ، ﺑل ھو أداة ﻹﺣداث اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ، وﻣﺟﺎل ﺗﺑرز فيه ﻗدرة اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎدة واﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ.
واعتبرت أنه ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك، ﻻ ﺗزال هناك ﺗﺣدﯾﺎت ﺗواجه اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﺣزﺑﻲ، مؤكدة أنه ﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﻌﻣل اﻟﺣزﺑﻲ ﻟﻠﻧﺳﺎء ﻓﻌﺎﻻً وﻣﺛﻣرًا، لا بد من التركيز على اﻟﺗﺄھﯾل واﻟﺗدرﯾب من خلال العمل ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز ﻣﮭﺎرات اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎدة، وإدارة اﻟﺣﻣﻼت اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ، واﻟﺗﻔﺎوض، وﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ، واﻟﺗﻛﺎﺗف واﻟدﻋم، مؤكدة أن ﻧﺟﺎﺣﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﺣزﺑﻲ ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﺿﺎﻣن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻧﺎ، “ﻓﻧﺣن ﻗوة ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﺣداث اﻟﺗﻐﯾﯾر”، تؤكد بوسيف.
كما دعت إلى ﺗﻌزﯾز اﻟﻘواﻧﯾن اﻟداﻋمة، عبر اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﻔﻌﯾل ﻗواﻧﯾن ﺗﺿﻣن ﺗﻣﺛﯾﻼً أﻛﺑر ﻟﻠﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻷﺣزاب وﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم، وﺗﻐﯾﯾر اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ، ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗوﻋﯾﺔ ﺑدور اﻟﻣرأة اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وإﺑراز ﻗﺻص ﻧﺟﺎﺣﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل.
وخلصت إلى أن تمكين اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﺣزﺑﻲ ﻟﯾس ﻓﻘط اﺳﺗﺣﻘﺎﻗًﺎ ﻟﻠﻧﺳﺎء، ﺑل ھو ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ، واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ، واﻻزدھﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
واعتبرت أن اﻟﻣؤﺗﻣر يشكل ﻓرصة ﻟﻼﺳﺗﺑﺎﻧﺔ واﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺛﯾرھﺎ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺣول اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﺳوﯾﺔ، وبمنهجية واﺿﺣﺔ وﺷﻔﺎﻓﺔ ﺗﻧطﻠق ﻣن رﺻد اﻟﻣﻌطﯾﺎت، ﻟﺗﺣرﯾرھﺎ ﻣن ﺗﺳرﺑﺎت ﺷﻛﻠت اﻟﻣﺧﯾﺎل اﻟﺟﻣﻌﻲ، وﺗﺗﺑﻊ ﺗﻠك اﻟﺣﻣوﻻت المفاهيمية ﻓﻲ أفق طرح ﺑداﺋل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻣﺗﺢ ﻣن اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.