[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

الناطق الرسمي باسم الحكومة وهواية الهروب إلى الإمام

أبان الناطق الرسمي باسم الحكومة طيلة السنوات الثلاث التي مرت من عمر الحكومة، على مواهب وكفاءة عالية في تدوير لغة الخشب، وصناعة اللامعنى، واحتراف رياضة الهروب إلى الأمام.
لكن ما صرح به الندوة الصحفية أمس في أعقاب المجلس الحكومي، حول جريمة وفضيحة تضارب المصالح بخصوص محطة تحلية المياه بالدارالبيضاء، بلغ به السيد الناطق الرسمي مقام “الإحسان” في غواية الهروب إلى الأمام.
فعوض أن يجيب عن السؤال، وبالمناسبة هذا سؤال يطرحه المغاربة من طنجة إلى الكويرة، ويريدون أجوبة شافية عنه، وترتيب الاثار اللازمة عليه قانونيا وسياسيا، فضل الناطق الرسمي أن يطلق العنان للسانه باقتراف “أحقر أنواع التهرب واللامسؤولية السياسية”، باستدعاء خطاب تحميل المسؤولية للعدالة والتنمية حول التأخر في إنجاز المحطة، متناسيا أو محاولا أن ينسينا أن حزبه كان عضوا في حكومة العدالة والتنمية، وأنه بمنطقه هذا يدين حزبه قبل أن يدين غيره.
مشكلة الناطق الرسمي ومعه الحزب الأغلبي ومن يدور في فلك الأغلبية، هو أنهم يحتقرون ذكاء المغاربة، وأنه بمقدورهم التلاعب بهم وبمزاجهم بكل يسر، وهم في ذلك أوفياء للمدرسة التي ينتمون إليها والقائمة على استبلاد الناس وتضليلهم والرهان على الوقت كعامل للنسيان.
كان من الواجب على الناطق الرسمي أن يتحلى بشيء من الشجاعة، أو على الأقل أن يستعير أسلوب “السنطيحة ” التي اعترف عبرها رئيس الحكومة بأنه غارق إلى أخمص قدميه في تضارب المصالح وهو في جلسة ومؤسسة دستوريتين.
كان الواجب على الحكومة برئيسها وناطقها الرسمي ومن فيها “جملة وتفصيلا”، تقديم استقالتهم والاعتذار للمغاربة، لأن النازلة بمعايير السياسة والأخلاق والقانون، كبيرة وتستوجب ذلك.
ولكن لا شيء من ذلك سيحدث، لأن الذين حملهم “تسونامي” 8 شتنبر 2021، يعتقدون بأنهم “تخطاو الواد ونشفوا رجليهم”، وأنهم تحكموا في البلاد والعباد بشكل نهائي، وأن كل الفضائح والجرائم التي ترتكب في حق الشعب المغربي، لن تؤثر في وضعهم ولن تزحزحهم من مواقعهم.
إنها عقيدة الرأسمال متغولة بطبعها وطبيعتها وعبر التاريخ، فهي عقيدة “ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”، وهي عقيد فاسدة بمنطق السياسة والواقع والتاريخ معا، ومن تدبر فيما يقع في العالم اليوم أيضا في الماضي سيصل إلى نتيجة لا يتناطح بصددها كبشان، وهي أنه لا يدوم إلا “المعقول” بالدلالة المغربية الباذخة.
فالتغول قد ينشئ جعجعة ونقعا كثيفا يداري به سوأته على حين، عبر شراء الإعلام وحملات التضليل والتوجيه نحو التفاهة وإنعاشها، لكن الواقع المر الذي يعيشه المواطن كفيل بما فيه من حرمان وألم وظلم اجتماعي بإيقاظ الهمم وتلمس الطريق بعد التيه والغفلة، وإن غدا لناظره لقريب.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عاجل

مواعيد الجموع العامة الإقليمية لانتخاب مندوبي المؤتمر الوطني التاسع