عبر حزب العدالة والتنمية، عن ملاحظاته على المقترحات المرتبطة بما سمي تبني صياغة بعبارات حديثة، مذكرا بأن ديباجة المدونة الحالية تنص على: “تبني صياغة حديثة بدل المفاهيم التي تمس بكرامة وإنسانية المرأة. وجعل مسؤولية الأسرة تحت رعاية الزوجين وذلك باعتبار “النساء شقائق الرجال في الأحكام” مصداقا لقول جدي المصطفى عليه السلام، وكما يروى: “لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم”.
وعليه، يردف حزب “المصباح” في مذكرته حول المقترحات المعلنة لمراجعة مدونة الأسرة، “وجب التنبيه إلى أن ما يطرح حاليا من مقترحات تبني صياغة بعبارة حديثة لا علاقة له بهذه الديباجة التي تنص على صياغة حديثة بدل المفاهيم التي تمس بكرامة وإنسانية المرأة، وتربطها بحديثين شريفين يوضحان مكانة المرأة في الإسلام ورقي المصطلحات النبوية التي تتحدث عن المرأة”.
واسترسل: “في الوقت الذي نجد أن المقترحات التي يتم ترويجها اليوم تحت عنوان “صياغة عبارات حديثة” تستهدف أساسا المصطلحات المأخوذة مباشرة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث نجد من بين الكلمات التي تم رصد التوجه لحذفها مثلا هما المتعة والإيلاء…، وهما كما هو معلوم مصطلحان من القرآن الكريم مباشرة”.
وأضاف الحزب، “حيث يزعم أصحاب المقترح أن المتعة مهينة للمرأة باعتبار أنها -حسب فهمهم الخاطئ للمتعة- تأتي من أن الرجل “يتمتع بالمرأة جنسيا” ثم يمنحها تعويضا عند الطلاق على هذه المتعة، ويقترحون محلها لفظ “التعويض”؛ وهنا يطرح سؤال: التعويض عن ماذا؟ في حين أن المتعة الواردة في كتاب الله عز وجل لا علاقة لها بهذا الفهم الجاهل، وقد وردت في عدة آيات وتفيد: أعطوهن ما يتمتعن به من أموالكم، على أقداركم ومنازلكم من الغنى والإقتار، ولا علاقة لها بالمتعة الجنسية إذ هي مفروضة بما فيها في الحالات التي يتم الطلاق قبل المعاشرة الشرعية، وهي بذلك تكريم للمرأة وتعظيم لمكانتها”.
وشدد المصدر ذاته، أن “الآيات في ذلك متعددة وواضحة وهي قوله عز وجل: “يأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَكَحْتُمُ اُ۬لْمُومِنَٰتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٖ تَعْتَدُّونَهَاۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاٗ جَمِيلاٗۖ” ]الأحزاب : 49 [؛ وقوله عز من قائل: “لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمُۥٓ إِن طَلَّقْتُمُ اُ۬لنِّسَآءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةٗۖ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَي اَ۬لْمُوسِعِ قَدْرُهُۥ وَعَلَي َ۬لْمُقْتِرِ قَدْرُهُۥ مَتَٰعاَۢ بِالْمَعْرُوفِۖ حَقّاً عَلَي اَ۬لْمُحْسِنِينَۖ” البقرة: 234؛ وقوله جل وعلا: “وَلِلْمُطَلَّقَٰتِ مَتَٰعُۢ بِالْمَعْرُوفِۖ حَقّاً عَلَي اَ۬لْمُتَّقِينَۖ” البقرة: 239″.
وأردف، “هنا وجب التنبيه إلى أن الأصل في اعتماد مصطلحات لغوية مستوحاة من النص الديني، أو من التراث اللغوي والفقهي الإسلامي، هو الاعتزاز بهوية المغاربة الإسلامية والعربية، والمحافظة على الخصوصية الحضارية التي تعكسها اللغة القرآنية واللغة المستمدة من الأحاديث النبوية الشريفة”.
واعتبر “أن ما قد يبدو للبعض من مصطلحات ماسة بكرامة المرأة، تعود بالأساس إلى جهلهم بلغة القرآن الكريم ومتن السنة النبوية الشريفة أو سوء توظيف اللغة القرآنية والنبوية المكرمة للمرأة كما للرجل، باعتبار أن الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه، وأنه عز وجل منزه عن أن يمتهن كرامة المرأة والطفل أو أي مخلوق آخر، وهو سبحانه وتعالى كرم بني آدم ورفع قدره”.
لذا، يقول المصدر ذاته، إن “الانفتاح على إمكانية استبدال بعض المصطلحات يجب أن يتم في إطار ما يمنحه القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة من خزان لغوي راق لا ينضب من حيث تكريم المرأة وتقديرها، وذلك مراعاة لمرجعية مدونة الأسرة ولشعور وقناعات المجتمع المغربي المسلم المعتز بدينه والمتشبث بالقرآن العظيم وبسنة خير المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام”.
وتابع متسائلا: “هل هناك أرقى من قوله عز وجل: “اِنَّ اَ۬لْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَٰتِ وَالْمُومِنِينَ وَالْمُومِنَٰتِ وَالْقَٰنِتِينَ وَالْقَٰنِتَٰتِ وَالصَّٰدِقِينَ َالصَّٰدِقَٰتِ وَالصَّٰبِرِينَ وَالصَّٰبِرَٰتِ وَالْخَٰشِعِينَ وَالْخَٰشِعَٰتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَٰتِ وَالصَّٰٓئِمِينَ وَالصَّٰٓئِمَٰتِ وَالْحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَٰفِظَٰتِ وَالذَّٰكِرِينَ اَ۬للَّهَ كَثِيراٗ وَالذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ اَ۬للَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةٗ وَأَجْراً عَظِيماٗۖ” ]الأحزاب : 35 [؛ ومن قول نبيه صلى الله عليه وسلم “النساء شقائق الرجال في الأحكام”؛ وقوله “لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم”
رابط المشاركة :
شاهد أيضا