[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

حمورو يكتب: بلاغات الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية… أرقام وقضايا

حسن حمورو


تلجأ التنظيمات السياسية والنقابية وغيرها، إلى البلاغات والبيانات، كآلية تواصلية، للتعريف بمواقفها وبعث رسائلها إلى الرأي العام، وإلى الفاعلين ومخاطبيها المفترضين.
وتكاد البلاغات تكون شرطا أساسيا في العمل السياسي، والعمل المنظم والمؤسساتي بشكل عام، وخاصة لدى التنظيمات والأحزاب الجماهيرية والايديولوجية، التي تنطلق من مرجعيات سياسية وفكرية واضحة، وتناضل من أجل أفكار ومبادئ تحتاج إلى التعريف بها، وتسويقها وايصالها إلى من تستهدفهم، سواء الفاعلين في الحكم والسلطة، أو عموم الشعب.
وفي هذا الإطار، يولي حزب العدالة والتنمية، أهمية بالغة للبلاغات والبيانات، وخاصة التي تصدر عن قيادته السياسية ومؤسساته التنفيذية، حيث لم يسجل أن انعقدت إحدى مؤسساته الوطنية التقريرية أو التنفيذية، سواء المؤتمرات الوطنية أو دورات مجلسه الوطني أو اجتماعات أمانته العامة، إلا وتصدر عنها بلاغات وبيانات، تحمل إخبارات ومواقف من قضايا وطنية ودولية مختلفة، وغالبا ما تكون محور نقاش وتداول عمومي، وتفاعل معها في مناسبات كثيرة، فاعلون رئيسيون من أحزاب ووزارات، وكذا الديون الملكي.
ويعكس هذا التفاعل قوة مواقف الحزب، واستشعار المتفاعلين، أحزاب ومسؤولين، لقدرة بلاغاته على التأثير، سواء سلبا أو ايجابا، بحسب زاوية نظر واختصاصات كل متفاعل، وتكشف في المحصلة أن الحزب يحفز ويؤطر مناضليه والمتعاطفين معه وعموم المواطنين، وأنه حاضر في المشهد وبما يضفي الحيوية عليه، ويضخ فيه جرعات سياسية مفيدة في النهاية للمؤسسات ولتنشيط العلاقة بين السلطة والرأي العام.
ويحاول هذا المقال رصد البلاغات الصادرة عن الامانة العامة لحزب العدالة والتنمية، خلال سنة 2024، وتقديمها في صيغة أرقام تبدو دالة، وعلى قدر من الأهمية، لكل باحث ومهتم بالأداء التواصلي والانتاج الساسي لحزب العدالة والتنمية.
حيث أصدرت الأمانة العامة، خلال سنة 2024، ما مجموعه 35 بلاغا، كان أولها بتاريخ 21 يناير، وأخرها بتاريخ 30 دجنبر، أي بمعدل فاق بلاغين (2) في الشهر، ومعدل فاق البلاغ الواحد (1) في أسبوعين.
وبلغ مجموع كلمات البلاغات الـ35 للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ما مجموعه 29235 كلمة، وهو ما يعادل عدد كلمات كتاب من الحجم المتوسط بعدد صفحات يصل إلى 100.
أما من حيث المضمون، فقد تنوعت القضايا التي تضمنتها بلاغات الأمانة العامة، بين قضايا الهوية والمرجعية الاسلامية، والقضية الفلسطينية، وقضية الصحراء المغربية، وقضايا التدبير الحكومي، والعمل البرلماني، وقضايا الحقوق والحريات، إلى جانب مواضيع تعلق بالشأن الحزبي.
وترددت في البلاغات الـ35، المفردات ذات الصلة بالهوية والمرجعية الاسلامية، 37 مرة، إلى جانب إثارة مفردة الأسرة 53 مرة، بينما ترددت المفردات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية 343 مرة، منها غزة بـ48 مرة، والصهيونية بـ116 مرة، والتطبيع بـ6 مرات، والابادة الجماعية بـ31 مرة، والمقاومة بـ18 مرة.
أما عن الصحراء المغربية، فقد وردت المفردات المتعلقة بها 22 مرة، منها الصحراء بـ13 مرة، والقضية الوطنية بـ3 مرات، والوحدة الترابية بمرتين، والحكم الذاتي بـ 4 مرات، في مجموع بلاغات الأمانة العامة لسنة 2024، وخصصت لها ندوة وطنية.
واستأثر التدبير الحكومي والعمل البرلماني بالحصة الأكبر من بين المواضيع والقضايا التي أثارتها أعلى هيئة تنفيذية في العدالة والتنمية، حيث ظلت القضايا المتعلقة بالمجالين حاضرة في جل البلاغات، ووردت لفظة الحكومة 284 مرة، ولفظة البرلمان 52 مرة في مجموع البلاغات.
وذكرت بلاغات الأمانة العامة قطاع التعليم 22 مرة في بلاغات لسنة 2024، بينما ذكرت قطاع الصحة 12 مرة، وقطاع الفلاحة 11 مرة، ووردت في البلاغات نفسها المفردات المتعلقة بالحماية الاجتماعية 25 مرة، والقدرة الشرائية وغلاء الأسعار 6 مرات، والمحروقات مرتين، والماء 15 مرة، والمفردات ذات الصلة بالمالية والمال العام 45 مرة،
وبخصوص المفردات المتعلقة بتضارب المصالح فقد وردت 15 مرة، منها 11 بلفظة التضارب، و4 بلفظة التنازع.
قضايا الحقوق والحريات، كانت حاضرة في بلاغات الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لسنة 2024، من خلال ورود المفردات المتعلقة به 39 مرة، منها 28 لكلمة حقوق، و11 لكلمة حريات.
وبحسب البلاغات نفسها، فإن الأمانة العامة أحالت على الدستور 90 مرة، واستعملت مفردة الديمقراطية 11 مرة، وأوردت الملك والملكية 103 مرات، منها 84 بصيغة الملك، و25 بصيغة الملكية، وكلها في سياق التثمين والتنويه والدعم والمساندة، والدعوة لاحترام التعليمات والتوجيهات.
ولم تغفل بلاغات الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لسنة 2024 مجال الرياضة، حيث عبرت عن مواقف تتعلق بهذا المجال، من خلال ورود المفردات المتعلقة به 6 مرات، تفاعلا مع النتائج التي حققها الوفد المغربي المشارك في أولمبياد باريس 2024.
وكان لافتا من خلال البلاغات الـ 35 المذكورة، أن الحزب تفاعل مع كل الأحداث التي شهدتها سنة 2024، سواء الخارجية منها، وخاصة العدوان الاسرائيلي على غزة، أو الوطنية، ومنها فيضانات الجنوب الشرقي، ومحاولة الهجرة الجماعية عبر مدينة الفنيدق، وعودته إلى إثارة الجوانب الأخلاقية والقيمية المصاحبة لبعض المهرجانات، وخاصة مهرجان موازين، ومهرجان مراكش للسينما.
ويمكن لهذا الرصد الرقمي لبلاغات الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لسنة 2024، أن يوضح حجم الانتاج السياسي لهذا الحزب على مستوى المواقف بشكل خاص، على اعتبار أن إصدار البلاغات يتطلب جهدا في التفكير والتحليل والصياغة كذلك، وهو بهذا المعنى نوع من الانتاج، وتبقى هذه البلاغات وثائق سياسية دالة، وتنزيل مرحلي أو تفاعلي لمذهبية الحزب ومبادئه، وإسقاطها على القضايا والأحداث المستجدات، على أن مستوى التطابق والانسجام قد يكون موضوعا لمقالات لاحقة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عاجل

مواعيد الجموع العامة الإقليمية لانتخاب مندوبي المؤتمر الوطني التاسع