[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

يوسف غربي يكتب: قراءة في مشهد تبادل الأسرى في غزة

يوسف غربي


 

هنا شمال غزة مسرح المواجهات بين مغتصب الأرض و مقاوم عنيد. يتساءل المراقب أيمكن أن تنبعث الحياة من الأرض الخراب.
كأن البوم ما نعقت بالديار وكأن الجوارح المتعطشة للدماء ما حامت في سماء هذا الشمال.
هنا غزة الانتقال من الحياة إلى الموت ومن الموت إلى الحياة يقع قبل ان يرتد اليك طرفك، كأن لم تقصف بالأمس.
سيارات بيضاء لا يرى عليها آثار وغى تحمل فتيانا بزيهم العسكري و قاماتهم الفارعة كأنهم خرجوا توا من متحف وليس من حرب. وجماهير حاشدة كأنها لم تر الموت الموزع بالمجان خلال 470 يوما. من أين خرجوا ؟
لغز صاعق جعل أحد الجنرالات السابقين بالجيش الصهيوني يقول: (هذا الحضور دليل على إخفاق المهمة).
لم تتوقف طائرات الاحتلال عن التحوام تريد حل الألغاز العصية، و اكتشاف أدغال الأرض المحروقة!!! الأكيد أنهم هنا في الموعد وفي أبهى زينة لتسليم الأسيرات.
ما أثارني و أدهشني هو الحفاوة التي استقبل بها الشعب الغزي مقاوميه، توقع المغرضون غضبة هنا أو هناك لكن التأييد كان كاسحا والإجماع ساحقا.
ما أثار انتباهي هو وقوف المقاومين برشاشاتهم و ظهرهم للمواطنين في ثقة وأمان، وتلك لقطة تلخص حكاية الاحتضان الشعبي الذي راهن المرجفون على انحساره، فالدم النازف خرسانة تمتن الارتباط بدل تفكيك الوشائج، وفي الصورة المقابلة سلطة منبوذة. هنا سر القوة الضاربة و الوصفة السحرية (العناد) بمكوناتها الأزلية دماء القادة قبل العامة. في جينات هذا الشعب صورة لن ينماع إلهامها عصا المقاتل النازف يرميها السنوار و السر صاعد الى السماء.
تتساءل البلاهة اين كانت هذه السيارات البيضاء ؟ وتردف بغباء: توزيع أدوار بين حماس و إسرائيل!!!!!! و في توزيع الأدوار قبلت المقاومة أن يصفى قادتها و عائلاتهم !!!!!!؟ما هذا السخف والجنون.
قيل للحق يوما: اين كنت في صولة الباطل؟ قال:كنت أجتثه من جذوره.
دعك من الحمق الماشي على قدمين، وتأمل حال الأسيرات في الضفتين تنبئك حالهن في غزة وحالهن هناك.
في غزة تنتصر القيم الإنسانية وهناك فناء تام للآدمية.
وهذا هو الانتصار الحقيقي،حين يسمو المقاتل على غضبه و رغبته في الثأر إلى أفق انساني رحب يستمد قوته من ربانية المرجعية لا من همجية البغض والحقد.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عاجل

مواعيد الجموع العامة الإقليمية لانتخاب مندوبي المؤتمر الوطني التاسع