رغم تهديدات ترامب… “حماس” تؤجل تسليم الأسرى وتوجه رسالة تحذير للاحتلال

أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التزامها ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال، موضحة أنها نفذت كل ما عليها من التزامات بدقة وبالمواعيد المحددة.
وقالت الحركة في بيان الاثنين، إنها “نفذت حماس كل ما عليها من التزامات بدقة وبالمواعيد المحددة، في حين لم يلتزم الاحتلال ببنود الاتفاق، وسجل العديد من الخروقات”.
وأوضحت أن الخروقات شملت: تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، استهداف أبناء شعبنا بالقصف وإطلاق النار عليهم، وقتل العديد منهم في مختلف مناطق القطاع، إعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة، والوقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، تأخير دخول ما تحتاجه المستشفيات من أدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي”.
وأشارت الحركة إلى أنها أحصت تجاوزات الاحتلال، وزودت الوسطاء بها أولا بأول، لكن الاحتلال واصل تجاوزاته.
ودعت “حماس” للالتزام الدقيق بالاتفاق، وعدم إخضاعه للانتقائية، بتقديم الأقل أهمية وتأخير وإعاقة الأكثر إلحاحا وأهمية.
وبيّنت أن تأجيل إطلاق الأسرى “رسالة تحذيرية للاحتلال، وللضغط باتجاه الالتزام الدقيق ببنود الاتفاق”.
وأضافت أن تعمدها أن يكون هذا الإعلان قبل خمسة أيام كاملة من موعد تسليم الأسرى، إنما هو لإعطاء الوسطاء الفرصة الكافية، للضغط على الاحتلال لتنفيذ ما عليه من التزامات، ولإبقاء الباب مفتوحاً لتنفيذ التبادل في موعده إذا التزم الاحتلال بما عليه.

تصريح أبوعبيدة
وكان المتحدث العسكري باسم “كتائب القسام” الجناح المسلح لحركة “حماس”، أبو عبيدة، أعلن في وقت سابق الاثنين، تأجيل تسليم أسرى الاحتلال الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم، بعد انتهاكات جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال أبو عبيدة في تغريدة عبر حسابه على “تلغرام”، إن “قيادة المقاومة راقبت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق؛ من تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها بحسب ما اتفق عليه، في حين نفذت المقاومة كل ما عليها من التزامات”.
وتابع: “وعليه سيتم تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم الموافق 15-02-2025م حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي”.
وأكد أبو عبيدة، التزام المقاومة ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال.
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في 19 من الشهر الماضي، الذي يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وأفرجت قوات الاحتلال السبت، عن 183 أسيرًا ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، بينهم 18 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد، و54 أسيرًا من أصحاب الأحكام العالية، و111 أسيرًا من قطاع غزة، ممن اعتقلوا عقب السابع من أكتوبر 2023.
وفي الدفعات الأربع السابقة، تم الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة وسط حشد عسكري لكتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، وفصائل مقاومة أخرى.
وفي هذه الدفعات الأربع، تم تبادل 13 أسيرا لدى المقاومة مقابل 586 أسيرا فلسطينيا أُبعد العشرات منهم للخارج.
وارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

ترامب يهدد
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، مشيرا إلى أنه قد يعتبر السبت المقبل موعدا نهائيا، كما لوّح بقطع المساعدات عن الأردن ومصر.
وقال ترامب في سلسلة تصريحات أدلى بها الاثنين في البيت الأبيض إنه “إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن من غزة بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت، سأدعو لإلغاء وقف إطلاق النار”.
وكرر تهديداته السابقة بأن “أبواب الجحيم ستفتح إذا لم يعد الرهائن من غزة”، وأضاف أن “حماس ستكتشف ما أعنيه بهذا التهديد”.
وتابع قائلا: “قد أتحدث مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بشأن اعتبار السبت موعدا نهائيا”.
وأوضح أن إسرائيل ستتخذ قرارها، لكنه أضاف: “بالنسبة لي، بعد 12 ظهر السبت أعتقد أن وقف إطلاق النار ينبغي أن ينتهي”.
وقال ترامب إنه “لا يمكننا الانتظار كل سبت لخروج 2 أو 3 من الرهائن من غزة”، مشيرا إلى أنه شاهد “حالة الرهائن الذين خرجوا السبت الماضي وكانوا في وضع صحي صعب، ولا يمكن الانتظار أكثر”.

خطة التهجير
من ناحية أخرى، كرر ترامب الحديث عن مقترحه لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، ملوّحا هذه المرة بقطع مساعدات عن البلدين.
وقال “ربما أوقف المساعدات للأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين”. وأضاف “أعتقد أن الأردن سيستقبل لاجئين”.
ورأى ترامب أن “الناس في غزة يريدون الخروج إذا وفرنا لهم مكانا مناسبا، وأعتقد أن هناك دولا يمكنها توفير ذلك”.
ويأتي هذا في ظل رفض عربي وإسلامي واسع لخطة ترامب الذي قال -الأحد- إنه يسعى “لشراء غزة وامتلاكها” من أجل إعادة بنائها، كما شدد على إخراج الفلسطينيين من القطاع من دون أن يكون لهم حق العودة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.