عبد النبي اعنيكر
احتضنت ساحة الاستقلال بمدينة آسفي، مساء أمس، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، نظمتها “المبادرة المحلية للدعم والنصرة”، احتجاجًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مخطط تهجير سكان قطاع غزة وضم أراضيه، وسط حضور واسع لفعاليات حقوقية ومدنية.
شهدت الوقفة رفع شعارات منددة بهذا المخطط الذي اعتُبر استكمالًا لجرائم الحرب التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، ومحاولةً مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير السكان وتوسيع رقعة الاحتلال الإسرائيلي، في سياق دعمٍ سياسي أمريكي غير مشروط.
وفي كلمتها خلال الوقفة، أكدت بشرى السخيمي، عضو مكتب المبادرة، أن تصريحات ترامب بخصوص إخلاء القطاع من سكانه بذريعة إعادة الإعمار بعد حرب دامت 15 شهرًا، ليست إلا غطاءً لمشروع استيطاني يهدف إلى فرض السيطرة الإسرائيلية على مزيد من الأراضي الفلسطينية، وإلقاء العبء الأمني والاقتصادي على دول الجوار. وشددت على أن هذا المخطط مصيره الفشل، تمامًا كما فشلت الحرب الأخيرة في كسر إرادة الفلسطينيين، رغم التدمير الممنهج واستهداف البنية التحتية والتجويع والجرائم ضد الإنسانية.
وأضافت السخيمي أن التهجير القسري جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي، ورغم ضعف آليات تطبيقه عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الوعي الدولي بأبعاد هذه الجرائم يمكن أن يسهم في إفشال المخططات الرامية إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم. واستشهدت بمشاهد عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة رغم الدمار الهائل، دليلاً على رفضهم التهجير وتمسكهم بحقوقهم.
وعبّر المشاركون في الوقفة عن إدانتهم الشديدة لما وصفوه بالعدوان المستمر على الفلسطينيين، مؤكدين أن غزة لم ولن تكون أرضًا مستباحة تُحدد مصيرها قرارات أمريكية أو صهيونية، وأن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على التصدي لمخططات التهجير كما تصدت للحرب الوحشية الأخيرة. كما دعوا إلى مواصلة الفعاليات الشعبية التضامنية والاحتجاجية، رفضًا لتصريحات ترامب العنصرية، وتأكيدًا على المطلب الشعبي المغربي بإسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني، مشددين على أن القضية الفلسطينية ستبقى قضية مركزية لا يمكن تصفيتها بقرارات أحادية