اكتشاف قرية من العصر البرونزي بالمغرب يعيد كتابة تاريخ وحضارة منطقة شمال إفريقيا

تمكن فريق بحث أثري يشرف عليه عالم الأثار المغربي، يوسف بوكبوط، الأستاذ الجامعي بالمعهد الوطني لعلوم الأثار والتراث، من اكشاف أول قرية ما قبل تاريخية من العصر البرونزي في المغرب الكبير قبل وصول الفنيقيين وذلك بمنطقة واد لاو.
ويرى القائمون على هذا الاكتشاف الاركيولوجي الجديد في المغرب، أن هذه المعطيات الجديدة ستغير معطيات تاريخية عن المستوى الحضاري للسكان المحليين لشمال إفريقيا، وأيضا مساهمتهم في بناء الحضارة وانتشارها، ودرجة انفتاحهم على كل ما يدور في محيطهم الإقليمي والقاري، في الفترات الزمنية المتأخرة لما قبل التاريخ، وتحديدا خلال فترة استعمال معادن النحاس والبرونز، والتي تؤرخ بـ 4400 إلى 2900 سنة مضت.
وفي تصريح لعالم الأثار بوكبوط الذي كان ضيفا على نشرة المسائية بالقناة الأولى، فإن هذا الاكتشاف سيدحض الاعتقاد السائد بأن المجتمعات الأمازيغية القديمة في شمال إفريقيا لم تكن متطورة وأنهم يعيشون في مستوى متدني، قبل وصول التجار الفينيقيين من شرق البحر الأبيض المتوسط.
وكشف بوكبوط ضمن التصريح ذاته، عن وجود مجتمعات محلية نشيطة تمارس الزراعة وتربية الماشية وينتجون الفخار ويبنون مساكنهم، ولهم علاقات تجارية، وتلاقحات ثقافية مع مجتمعات حوض البحر الأبيض المتوسط والصحراء الكبرى.
واعتبر المتحدث ذاته، أن هذا الاكتشاف ليس وليد اليوم، وأوضح أن الإرهاصات الأولى لهذا الاكتشاف كانت منذ 40 سنة، وقال إنه منذ 1992 أجرى اختبارات على هذه القرية وفي سنة 2022 وجه طالب له للقيام بحفريات.
وأكد بوكبوط، أن هذا الاكتشاف سيعطي شحنة إيجابية للطلبة من أجل الاستمرار في هذا النهج لاكتشاف عدة مواقع أخرى، داعيا الحكومة إلى أن تساهم في تثمين هذه المواقع الأثرية لتكون قاطرة للتنمية عبر تشجيع السياحة الداخلية والخارجية.

شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.