العثماني: الإرث الحقيقي للعلامة المختار السوسي هو روحه الإصلاحية القوية التي بثها في الأجيال

قال الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس مؤسسة الخطيب للفكر والدراسات، إن الإرث الأهم للعلامة والعالم المصلح المختار السوسي هو روحه الإصلاحية القوية التي نفخها في جيل بل في أجيال متتالية، وأكد أن هذه الروح الإصلاحية ربما تكون أهم من الكتابات العلمية.
وأضاف العثماني في المداخلة التي ألقاها خلال المؤتمر العلمي الدولي حول العلامة محمد المختار السوسي بمدينة تزنيت، أمس الخميس 20 فبراير الجاري، “أنا لم أعقله، ولكن أدركت تأثيرها المعنوي في الجيل الذي عايشته بما فيه والدي وجدي وعمي، وعاينت أثارها المعنوية والعلمية والعملية فيمن كان حولي”.
وزاد “لقد نفخ فيهم روح الوطنية والتضحية والإيمان والدين وروح العمل للدين وللوطن، وهذا رأسمال الإرث”، مضيفا ” أنه “اليوم لما نقرأ للعلامة المختار السوسي لا نأخذ المعلومات وإنما نقرأ فنتأثر ونُعجب، كيف كتب وكيف نظّر وكيف منهج وكيف دعا وكيف جال وصال في البلدان إما بحثا عن العلم أو جمعا للمعلومات وبثا لروح العلم أو للوطنية أو جهاد ضد الاستعمار، فيبث في الأجيال روحا جديدة، وهذا في رأيي هو الإرث الحقيقي للمختار السوسي”، مبرزا “كانت له جاذبية لا تقاوم ليس فقط فكريا ولكن أيضا جاذبية معنوية.
وتساءل رئيس مؤسسة الخطيب للفكر والدراسات عن الذي جعل المختار السوسي من دون أقرانه من خريجي المدارس العلمية السوسية أن يبرز ويؤثر في حركة التاريخ، مضيفا “ما الذي جعل المختار السوسي من القلائل الذين تركوا ذويا وصدى قويا في التاريخ المعاصر للبلاد ولسوس؟ وما الذي جعل إرثه يهز الأجيال المتتالية حتى الذين لم يعاصروه؟ وكيف استطاع أن يحتفظ بروح متقدة ومستوى عال من العطاء المتصل رغم صعوبات الظروف كالتضييق ومن شظف العيش ومن قلة ذات اليد ورغم ذلك صبر وطلب العلم وبث العلم.. ورغم هذه الظروف الصعبة احتفظ بذلك العطاء المتجدد والقوي”، قبل أن يستدرك “أظن أن هذه مدرسة حقيقية في العطاء”.
وأجاب العثماني عن هذه التساؤلات وأرجعها إلى ثلاث عوامل، أولها وضوح الأهداف وسموها في مذهب المختار السوسي، مبرزا أنه لم يكن يستقبل حياته بدون رؤيا مستقبلية، إذ كانت عنده أهداف وغايات في كل ما يفعل، مبينا أن ذلك يتجسد في مقدمات كتبه وهو ما جعل حياته ذات معنى، مشيرا إلى أن الهدف العام لدى العلامة السوسي هو نهضة بلاده وسوس ونهضة أمة الإسلام.
وأوضح بخصوص العامل الثاني، الشغف العلمي وحب العلم والمعرفة التي يتميز بها المختار السوسي، مبينا أن هذا الشغف تلقاه أيضا من أساتذته مثل أبي شعيب الدكالي وغيره.
أما العامل الثالث فيتعلق بالتربية الإيمانية والعمق الصوفي، حيث أوضح أن العلامة كان يمتاح من التربية التي تلقاها من والده الشيخ الصوفي شيخ الطريقة الدرقاوية، إذ يشهد تلامذته بأنه نعم القدوة والسيرة الحسنة والأخلاق والجدية العميقة والصوفية الروحية، مشيرا إلى أنه امتاح من صوفية معتدلة بعيدا عن الخرافات.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.