يوسف غربي يكتب عن بائع السمك عبد الإله المراكشي: حذار من كرة اللهب!

يوسف غربي


تحضرني اللحظة عبارة يرددها بعض الباعة بالبداهة للزبائن حين يكون ثمنه رخيصا جدا ومع ذلك يتردد الزبون بعد السؤال في الاقتناء، يقول: “الرخا تيخلع”.
والحقيقة أن عبد الإله المراكشي أفزع السوق، وأدخل بعض السرور على البؤساء الذين يقتسمون أرغفة الخيال في هذا الوطن. ظن المسكين أنه سيغيثهم لكنه لم يفطن أن الرخاء مخيف لدوائر الاحتكار والنافذين. وما زاد الطين بلة أنه روج لرخائه فأقبل الشعب في لهفة على صوته والمراكشيون على حانوته.
تحرك جهاز المراقبة بعد بيات مألوف، ودققوا في النازلة وإلى الآن لم نعرف تفاصيل التقرير، لكن الحانوت أغلق لسبب غامض!!!!! لعنة الرخاء أصابت الفتى لأنه أراد أن يطعم المسكين. ولأن الشعب يملك فهما دقيقا فقد علق أحد الظرفاء: هذه أول مرة في تاريخ البشرية تخرج لجنة لمراقبة انخفاض الأسعار.
ولحد الساعة لا زال طلب المجموعة البرلمانية للعدالة والتنمية ينتظر ردا على طلبها المتعلق برأي مجلس المنافسة في أسعار الأسماك.
كنا في الابتدائي ندرس بفخر واعتزاز أن وطننا له بحران أزرقان وسهول فسيحة وجبال ووديان، وخيرات وجنان، لكن لم لا ينال منها عموم المواطنين ما يحقق لهم الأمان؟ كان ذلك هو السؤال المكرر على الدوام من بادئ الاستقلال إلى الآن؟
لقد أدى التحرك الاستعجالي لمحاصرة عدوى الرخاء، إلى رجة اجتماعية فلا حديث في المقاهي إلا عن عبد الإله المراكشي فتى قادم من زمن الشجعان.
يبدو أن تعاطي الجهات الرسمية أخطأ العنوان، فالمراقبة يجب أن تتجه لدوائر الاحتكار، والخروج الإعلامي للإجابة عن أسئلة المواطنين، ودعك من هذا أيعقل أن يكون لنا بحران ممتدان ونأكل الأسماك بأثمنة باهظة؟ (حوات ومعشي بالنبق).
لقد رأى المواطنون فيما طال المراكشي رسالة مفادها أن الرخاء مفسدة، وأن حكومتهم تستكثر عليهم شراء الغذاء بأثمنة مناسبة. ينضاف هذا إلى ارتفاع سعر البنزين رغم انخفاضاته المتكررة في السوق الدولية. فهل يعي أصحاب الشأن أنهم يصنعون الغضب، وأنه لا حيلة تنفع إذا فار التنور؟! فإلى متى تستمر هذه الحكومة في زعزعة السلم الاجتماعي؟
يا جامع الحطب حذار لا توقد شرارة اللهب.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.