مهندس زراعي يكشف أسباب ارتفاع أسعار “السردين” ويطالب بتدخل الدولة لحماية الثروة السمكية

أوضح المهندس الزراعي، إبراهيم الضعيف، أن السبب الأول في ارتفاع أسعار الأسماك وخاصة السردين يعود إلى تعدد الوسطاء وكثرة المتدخلين في عملية التسويق.
وأكد المهندس الزراعي، في تصريح لـpjd.ma، أن هذا التعدد يؤدي إلى زيادة التكاليف بشكل مباشر، مما يرفع الأسعار على المستهلك النهائي، وأوضح أن ضعف الرقابة سواء في مرحلة الإنتاج أو في تنظيم عملية التسويق، من خروج الأسماك من الميناء وصولاً إلى المستهلك، يسهم أيضًا في هذه الزيادة.
كما أشار إلى أن هناك قلة في الإنتاج بسبب الراحة البيولوجية للأسماك، والتي تبدأ منذ بداية شهر يناير وتستمر حتى نهاية فبراير، مما يقلل من توفر السردين في الأسواق ما يسهم في ارتفاع الثمن، غير أنه أشار إلى أن هذا العامل لا يمكن اعتباره السبب الوحيد وراء ارتفاع الأسعار، فالراحة البيولوجية هي مرحلة تتطلب فيها الأسماك فترة من الراحة الطبيعية للمحافظة على توازنها البيولوجي، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن يكون العامل الرئيسي في نقص الإنتاج.
ومن العوامل الأخرى التي تساهم في ارتفاع الأسعار، لفت الضعيف إلى ضغط التصدير، خاصة فيما يتعلق بالسردين الذي يُستخدم في صناعات أخرى مثل الأعلاف وطعام القطط. كما أن تكاليف التبريد تعد من العوامل الهامة، حيث يتطلب السردين عملية تبريد مكثفة بسبب سرعة فساده، وهذه التكاليف الإضافية تؤثر بدورها على سعر البيع في السوق المحلي يقول المهندس الزراعي.
وفي هذا السياق، شدد المهندس الزراعي على ضرورة تدخل الدولة من خلال سياسة شاملة تهدف إلى تحسين استدامة الثروة السمكية في البلاد، وحماية هذه الموارد الحيوية من الاستنزاف، وأشار إلى أن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري (INRH) قد دق ناقوس الخطر منذ عامين بشأن تدهور الثروة السمكية، وخاصة السردين الذي يُعتبر من الأسماك السطحية وله دور كبير في السلسلة الغذائية.
كما أكد الضعيف، على أهمية تبني سياسة متكاملة في قطاع الثروة السمكية، تشمل تقليل عدد الوسطاء الذين يسهمون في رفع الأسعار، كما دعا إلى تحسين طرق التخزين وضبط عملية التصدير، فضلًا عن تشجيع الاستهلاك المحلي المباشر للسردين.
بالإضافة إلى ذلك، شدد المتحدث ذاته، على ضرورة العمل على تقوية الرقابة على الأسواق لضمان عدم تلاعب الأسعار والحفاظ على استقرار السوق.
يشار إلى أنه انتشرت مؤخرا على منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الفيديوهات التي أظهرت بائع سمك في مدينة مراكش يعرض السردين بأسعار تتراوح بين 5 و7 دراهم للكيلوغرام فقط، وهو ما أثار العديد من التساؤلات والجدل بين المغاربة حول “السعر الحقيقي” لهذا النوع من السمك.