المرزوقي عن محاكمة المعتقلين السياسيين غدا الثلاثاء بتونس: مهزلة قضائية لإدانة مسبقة لخيرة رجال البلاد

تعيش عائلات المعتقلين السياسيين في تونس الموقوفين منذ عامين بتهمة “التآمر على أمن الدولة” حالة من الترقب والقلق مع انطلاق أول محاكمة فعلية لهم الثلاثاء، في ظل معاناة نفسية متزايدة بسبب تدهور أوضاعهم الصحية داخل السجون.
ولا تزال عائلاتهم تكافح للمطالبة بإطلاق سراحهم، معتبرة أن التهم المرفوعة ضدهم “خالية من أي أدلة”، وتؤكد أن تحريك السلطة هذه القضية ضدهم هدفه “استئصال” معارضي رئيس الجمهورية قيس سعيد.
ونظم أهالي المعتقلين السياسيين مساء أمس الأحد لقاء في مقر الحزب الجمهوري المعارض بالعاصمة تونس، تحدثوا فيه عن الأوضاع الصعبة التي يعيشونها وعن رفضهم لمحاكمة أبنائهم “عن بعد”، كما قررت المحكمة الابتدائية بتونس.
وفي هذا الصدد، قال محمد المنصف المرزوقي، الرئيس الأسبق لتونس، إن البلاد ستعيش مهزلة قضائية غدا الثلاثاء لإدانة مسبقة لخيرة رجالات تونس.
وأضاف المرزوقي في تدوينة عبر حسابه على فيسبوك، الاثنين، أسوأ ما فيها أنها ظاهرة تكاد تكون قانونا في مأساة كل مستبدّ: ولعه بالمحاكمات الصورية لمؤامرات وهمية تحاك من وراء ظهره… وسقوطه ضحية المؤامرات الحقيقية التي تحاك أمام أنفه وهو من عماه لا يبصر.
وأردف، “رأيت فعل هذا القانون مع ”المجاهد الأكبر” الذي جنّد القضاء المستغَّل عقودا للتعامل مع ”مؤامرات” الديمقراطيين واليساريين والاسلاميين، فطرده من قصر قرطاج الشرطي الذي كلّفه بحمايته من مؤامراتهم المزعومة.
واسترسل، كما “رأيت فعل هذا القانون مع ”صانع التغيير” الذي جنّد القضاء المنبطح للتعامل عقودا مع” مؤامرات” الاسلاميين والديمقراطيين واليساريين، فطرده من قصر قرطاج شبّان لم ينخرطوا يوما في التنظيمات غير المرخص بها التي كانت في فكره وكر المتآمرين عليه.
“واليوم أشاهد تكرر نفس الظاهرة مع ”المبعوث الإلهي لإخراجنا من الظلمات إلى النور”، يقول المرزوقي، مردفا، “وهو يجنّد منذ انقلابه الغادر القضاء المرتزق للتعامل مع ”مؤامرات” لم توجد إلا في خياله المريض، بينما مصيره المحتوم بصدد التفاوض في أماكن وبين أشخاص لم يسمع بهم يوما ومفتاح باب السجن الذي ينتظره بين أيادي من لا يتوقع منهم إلا السمع والطاعة”.
وخلص للقول: “صدق من قال الغباء أو الهوس ليس أن تفعل فعلا خاطئا ينتهي بكارثة، وإنما أن تكرر نفس الفعل متوقعا نتيجة أخرى”.