ثلاثة أسئلة مع البروفيسور الشرتي أخصائي القلب يكشف هل يمكن لمرضى القلب الصيام؟

مع كل شهر رمضان تتردد أسئلة كثيرة حول صيام مرضى القلب، وهل هناك استثناءات تمنع الصيام على بعض المرضى، ثم ما هي الاحتياطات التي يجب أن يتخذها المريض، pjd.ma، تواصل مع البروفيسور محمد الشرتي، أخصائي أمراض القلب والشرايين، ورئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى السويسي بالرباط، وأنجز معه الحوار التالي:
أولا بروفيسور ما هي الفئات التي يُمنع صيامها من مرضى القلب؟
بداية، الصيام في شهر رمضان هو ركن أساسي من أركان الإسلام، ومع ذلك، فإن الحفاظ على الصحة من الأولويات التي يُراعيها الدين أيضًا، حيث يُعفى المريض الذي يشكل الصيام خطرًا على حياته من هذا الواجب بناءً على قوله تعالى: “فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر” (سورة البقرة: 184)، ومرضى القلب يشكلون فئة خاصة تتطلب تقييمًا دقيقًا للحالة الصحية لكل فرد لتحديد ما إذا كان الصيام آمنًا أم لا.
وجوابا على سؤالكم بخصوص الفئات التي يُمنع صيامها من مرضى القلب، أولا مرضى قصور القلب الحاد أو غير المستقر: إذا كان المريض يعاني من ضيق تنفس شديد، تورم في الأطراف، أو انخفاض في ضغط الدم نتيجة ضعف عضلة القلب، فإن الصيام قد يؤدي إلى تفاقم الحالة بسبب نقص السوائل والأملاح.
ثانيا: مرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة: فالأشخاص الذين يعانون من آلام صدرية متكررة أو غير مستقرة نتيجة انسداد الشرايين التاجية قد يتعرضون لمخاطر جسيمة إذا صاموا، خاصة إذا كانوا بحاجة إلى تناول أدوية في أوقات محددة.
ثالثا: مرضى ما بعد الجلطات القلبية الحديثة: إذا حدثت الجلطة خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة الماضية (عادةً خلال 6-8 أسابيع)، فإن الصيام قد يشكل ضغطًا على القلب أثناء فترة التعافي.
رابعا: مرضى اضطرابات النظم القلبي الخطيرة: مثل التسارع البطيني أو الرجفان الأذيني غير المسيطر عليه، حيث يمكن أن يؤدي الجفاف أو التغيرات في الأملاح إلى تفاقم الوضع.
خامسا: مرضى ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه: إذا كان الضغط مرتفعًا بشكل كبير وغير مستقر، فإن الصيام قد يزيد من مخاطر المضاعفات مثل السكتة الدماغية.
سادسا: المرضى الذين يحتاجون إلى أدوية في أوقات محددة: مثل مدرات البول أو الأدوية المضادة للتخثر التي لا يمكن تأخيرها أو تعديل مواعيدها بسهولة.
ثانيا: ماذا بخصوص الفئات التي يمكنها الصيام؟
بعد استشارة الطبيب، مرضى ارتفاع ضغط الدم المستقر، مرضى الذبحة الصدرية المستقرة الذين لا يعانون من أعراض متكررة، مرضى قصور القلب المزمن المستقر بشرط عدم وجود أعراض حادة، مرضى زراعة الدعامات أو الذين أجروا عمليات قلبية سابقة واستقرت حالتهم.
ثالثا: هلا أعطيتم بروفيسور بعض النصائح الطبية لمرضى القلب الذين ينوون الصيام؟
أولا: استشارة الطبيب المعالج: حيث قبل رمضان، يجب مراجعة أخصائي القلب لتقييم الحالة الصحية وتعديل الأدوية إن لزم الأمر.
ثانيا: تناول وجبة إفطار متوازنة ويُنصح بتناول طعام غني بالبروتينات (مثل البيض واللحوم الخفيفة)، والكربوهيدرات المعقدة (مثل الحبوب الكاملة)، وتجنب الملح الزائد والدهون المشبعة للحد من العطش والضغط على القلب.
ثالثا: التركيز على الترطيب في غير أوقات الصيام: شرب كميات كافية من الماء (حوالي 2-3 لترات) بين الإفطار والسحور، مع تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين التي تزيد الجفاف.
رابعا: تناول وجبة سحور متأخرة: لتقليل فترة الجوع والعطش، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه.
خامسا: الابتعاد عن الإجهاد البدني: تقليل النشاط الشاق خلال النهار، خاصة في ساعات الذروة الحارة، لتجنب الضغط على القلب.
سادسا: مراقبة الأعراض: في حال ظهور أعراض مثل ضيق التنفس، ألم الصدر، الدوخة، أو التعب الشديد، يجب الإفطار فورًا وطلب المساعدة الطبية.
سابعا: تعديل مواعيد الأدوية بالتشاور مع الطبيب، يمكن ترتيب مواعيد الأدوية بين الإفطار والسحور لضمان الاستمرارية العلاجية.
أخيرا، الصيام قرار فردي يعتمد على حالة المريض، ولا يوجد نهج واحد يناسب الجميع. لذلك، أنصح كل مريض قلب بمناقشة وضعه مع طبيبه لضمان اتخاذ القرار الأمثل الذي يجمع بين الالتزام الديني والحفاظ على الصحة. الصحة نعمة يجب الحفاظ عليها، والله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.